اكد الناقد حسين المناصرة ان تموقع خطاب المرأة العربية المبدعة.. في هامش الثقافة العربية حتى بدايات القرن العشرين.. لم يكن بسبب ان المرأة غير قادرة على ان تبدع، او انها تمثل طاقة ثقافية محدودة، او انها انسان ناقص من حيث الوعي الابداعي، وانما لان القيود الثقافية والحياتية المختلفة كانت تحاصر حضورها وفي اجابته عن سؤالنا حول هذا الموضوع يقول المناصرة: لقد حققت المرأة في مرحلة ما بعد انتشار الكتابة النسائية في العالم العربي خلال الثمانينات والتسعينيات كينونتها المستقلة، خاصة في مجتمع المدينة، حيث اصبحت البلاد العربية تتدفق باسماء نسائية ابداعية كثيرة لنستطيع القول انه لم يعد هناك مجال ابداعي او ثقافي لم تخضه المرأة.. شاعرة وقاصة وروائية وناقدة ومسرحية وتشكيلية، وان كانت ما زالت محدودة الانتاج من الناحية الكمية.. قياسا بانتاج بعض الكتاب من الرجال، وذلك ربما بسبب وجود بعض المظاهر الاجتماعية والسياسية المفروضة على المرأة اكثر من الرجال، لكن جماليات كتابة المرأة لا تقل اهمية عن جماليات كتابة الرجل، وان كانت بعض كتابات النساء تتهم بأنها ادنى مستوى.. بسبب تعاطف النقد مع كتاباتهن بحجة انهن ما زلن يعانين اضطهادا ما في كتابة النص المتحرر معنويا وجماليا. ويضيف المناصرة فيقول: لعلني اخلص مما سبق الى تأكيد حقيقة مهمة، وهي ان الكتابة النسوية ليست جنسا مختلفا عن كتابة الرجال من جهة المضامين والجماليات، وانما اميل الى تصنيف الكتابة على انها نسوية من منطلق التعلق ببعض اشكاليات المرأة الخالصة، خاصة في مجال معاناتها المضاعفة قياسا الى معاناة الرجل الاحادية، فاذا كان المبدع في الوطن العربي بشكل عام يعاني اضطهادا سياسيا او اجتماعيا او اقتصاديا، ولا يعاني اضطهادا نسويا موجها ضده فان المرأة العربية المبدعة تجد نفسها الى جانب كل ذلك تعاني دائرة صراعها مع الرجل كأب واخ وزوج وابن وحبيب، وهذا في حد ذاته هو محك المفارقة بين كتابة المرأة، وكتابة الرجل، وفي حال غياب هذا المحك فانه لا مجال لتصنيف الكتابة، وهكذا يمكن القول بان كتابة المرأة العربية نمت نموا كبيرا، وأصبح حاضرها هو حاضر الانفتاح ومشروعية الإبداع والتثقيف.