ما الذي يقف حائلا بين المرأة العربية وقلمها، هل ثمة خطوط حمراء تقفز فوق سطح أوراقها كلما همت إلى تبييضها فتذكرها أنها أنثى، أم أن مسافات الاقتراب من الممنوع، من المسكوت عنه، من السر، من المستور، تختلف من كاتبة إلى أخرى تبعا لدرجة السطوة الذكورية أو السلطة الأبوية التي تتحرك ضمن رقعتها الكاتبة نفسها وتشكل لها كابحا حقيقيا يجعلها غير قادرة على التعبير عن تلك الكينونة بالشكل الذي يعبر عن خصوصياتها الأنثوية. كيف تحولت كتابات نسوية عربية إلى ما يشبه "الانقلاب" أو "الحرب المعلنة" على المجتمع ومورثاته، وهل ساهم فقه وثقافة الذكورية في تكريس المنحى الانقلابي الغالب على إبداعات الكاتبات العربيات اللائي نجحن في تحويل أسئلة الراهن المرتبطة بشخوصهن وقلقهن وكينونتهن الاجتماعية إلى أنضج وأخصب مظاهر السرد في الأدب العربي الحديث في محاولة للقول أنهن الأقدر على الحكي، الأقدر على رج الراكد، الأكثر جرأة على اقتحام مساحات البوح لكشف حجم العطب الاجتماعي الذي أصابنا. "الرياض" التقت بعضا من الكاتبات العربيات اللائي شاركن في آخر الملتقيات الدولية العربية التي شهدتها فعاليات الجزائر العاصمة الثقافة العربية 2007حول موضوع "سرديات الكاتبة العربية : السيرة الذاتية، الرواية والقصة" الذي احتضنته المكتبة الوطنية فكانت لها وقفات مع آراء كاتبات وناقدات وشاعرات هذا نصها. @ على المرأة والرجل أن ينظرا سويا إلى السلطة الأكبر التي تقهرهما معا؟ - عفاف عبد المعطي.. ناقدة ومترجمة مصرية فضلت الناقدة المصرية عفاف عبد المعطي، الحائزة على دكتوراه في الأدب الأمريكي المقارن عن رسالة "السرد بين الرواية المصرية والأمريكية بحث في واقعية القاع " التي صدرت في كتاب عن دارين للنشر في تونس والقاهرة عامي 2005و2006، و"المرأة والسلطة بحث في الواقع السياسي الأدبي" و"المرأة العربية رؤى سوسيولوجية، بحث في الرواية العربية"، فضلت أن تكون بداية الحديث حول الممنوع في الكتابة النسوية بالروائيين الذين تناولوا هذه القضية من وجهة نظر الكشف الاجتماعي. ومع ذلك تعود الناقدة إلى صلب الموضوع بطرح السؤال : من يمنعنا اليوم من دخول الانترنيت ومتابعة الفضائيات؟ ومن منا يمكنه صد الانجراف الشديد للصورة والمعلومة؟ "فتجيب بالقول أن العالم" بات مفتوحا الآن ولم يعد هناك شيء مستور "مستنكرة أن تظل المرأة وهي محور هذه الندوة" تخشى "أن تضع نفسها في الواجهة وأن "تتعرى" رغم أن "محظورات العصر الحديث أي القرن ال 21لم تعد مثل الأول، وأن ما كان محظورا الأمس بات مباحا اليوم" @ وتضيف الناقدة المصرية قائلة : "لست أنكر أنا ثمة موروث ثقافي وعادات وتقاليد عربية شديدة القسوة تبيح للرجل أشياء كثيرة، وتبيح للمرأة دخول قوقعة وتحرم عليها الخروج منها، أنا تناولت هذه الإشكالية بالذات في الدراسة التي أنجزتها في كتاب بعنوان "المرأة والسلطة" ولعل أهم ما طرحه الكتاب هو السؤال الكبير "هل أباحت السلطة السياسية للمرأة التعبير عن المسكوت عنه أم لا". لقد حاولت الإجابة عن هذا السؤال بالوقوف في هذه الدراسة عند سلطوية الرجل على المجتمع وما يبيحه له المجتمع من أفعال لا يبيحها للمرأة، ما يحول هذه الأخيرة إلى "تابع" إلى كائن من الدرجة الثانية "وحسب عفاف عبد المعطي فإن المنظومة الاجتماعية عامة هي من تبيح له هذه الأفعال وتحضرها عن المرأة، وتشير إلى مسألة ما اعتبرته" الفهم السيئ للدين "الذي يظل مثلما تقول" وراء جانب من هذه السطوة التي تريد تحطيم قرن كامل من عمل المرأة منذ أيام لبيبة هاشم وزينة فواز وعائشة التيمورية ونبوية موسى (رائدة التعليم في مصر) "وتتساءل عفاف عبد المعطي مرة ثانية مستفهمة : هل يمكن أن ننكر هذا في القرن ال 21ونقول للمرأة عودي إلى حيث كنت؟، وتكشف الناقدة المصرية أنها اقترحت في دراستها، حتى يتم الخروج من هذا النفق المعتم كما تقول، أن تتضافر جهود الرجل مع المرأة" لأنها أمه وأنها خلقت من ضلعه وأنه خرج من رحمها "مضيفة" ألا يدعو هذا إلى النظر سويا إلى السلطة الاجتماعية والسياسية الأكبر التي تقهرهما معا؟ "وترى عفاف عبد المعطي أن المرأة اليوم" تعاني من سلطة الرجل وسلطة المجتمع أي أنها تعاني من سلطتين في آن واحد، ألا يستحق هذا أن يتضافر معها الرجل ليقاوما معا سلطة الموروث القاسي على كليهما؟" وترفض الناقدة المصرية بشأن ما دأبت عليه بعض الكتابات النسوية التي تفرط في الحميمية طمعا في الوصول إلى الآخر الغربي، توظيف الجنس في الأعمال الإبداعية للوصول إلى العالمية قائلة في هذا الصدد أنها تعد أول من أدخل إلى المجتمعات العربية مصطلح "واقعية القاع" أو "الواقعية القذرة" من خلالها كتابها "السرد بين الرواية المصرية والأمريكية بحث في واقعية القاع " وهي الواقعية التي تبرزها كتابات المبدعين التي تعتمد على الكشف الاجتماعي، وترى عفاف عبد المعطي أن الجامعة الأمريكية في مصر مثلا لم تنشر عملاً مترجماً واحداً للروائي إحسان عبد القدوس الذي كتب عن المرأة، ورافع من أجل المرأة، وجسد هموم المرأة، بل كان صوتا أنثويا خالصا مثلما تشير "ومع ذلك لم يحظ منها بهذا الاهتمام" ولا تتأخر الناقدة لمصرية في الجزم أن الوصول إلى الآخر الغربي لا يكون عبر توظيف الجنس وإنما بمدى ملامسة القاع الإنساني، بمدى الإرتباط بنطاق واقعية القاع، بالناس المهمشين والضائعين والمشردين والفقراء. جدي معلم قرآن وأخو جدي إمام، والاقتراب من "المسكوت عنه" صعب @@ جميلة زنير.. باحثة وأستاذة الأدب العربي وقاصة جزائرية لا ترى القاصة الجزائرية جميلة زنير، إحدى رائدات الكتابة الأدبية والإبداعية في الجزائر منذ أواخر الستينات والسبعينيات "ممنوعا ما" يحول بين الكاتبة ونصها، بين لسانها وقلبها، بين قلمها وأوراقها، لكن ثمة ما تسميه زنير "البعد عن الإسفاف والابتذال وخدش الحياء الذي يكون وحده الكفيل بأن تستقبل كتابات المرأة الأكثر تمردا وجرأة وبالترحاب حتى داخل أكثر المجتمعات العربية تمسكاً بالتقاليد والدين. وبكثير من الاعتزاز تمضي زنير لتقول وهي صاحبة عشرات القصص والروايات من بينها" أوشام بربرية "(2000) و" تداعيات امرأة قلبها غيمة "(2001) و" أصابع الاتهام "(رواية 2007) و(أنيس الروح) نصوص 2007، و" انطولوجيا القصة النسوية في الجزائر" (2007) أنها كتبت وما زالت تكتب ولم تجد لحد الآن من يقول لها "توقفي هنا فقد تجاوزت حدودك". وترفض زنير، التي عاشت التهميش طويلا، وعانت إجحاف المجتمع وقسوته وهي التي قالت يوما "كنت أكتب من غير أن يطلع أحد على كتاباتي أو يشجعني حتى على مواصلة الكتابة" وتعود اليوم إلى الكتابة الهادئة التي تكشف عن المسكوت عنه بصعوبة مثلما تقول لكن يإصرار شديد على البوح الجميل، بالأخص بعدما فقدت ابنها الطيار في حادث سقوط طائرة وكتبت عن وفاته رائعتها "أنيس الروح"، ترفض التوظيف المجاني للجنس في الأعمال الأدبية التي تكتبها نساء طمعا في اعتراف الآخر الغربي، وترى زنير التي كرمها الرئيس الجزائري عبد العزيز بوتفليقة في عيد المرأة (مارس/ آذار 2007) بوسام استحقاق عن مسيرتها الأدبية الجميلة، أن الخوض في موضوع الجنس وعلاقات الغرام والعلاقات المشبوهة ومغامرات الليل مثلما تقول يرتبط بالبيئة التي نشأت فيها الكاتبة والثقافة التي ترعرعت في أحضانها مضيفة "أنا جدي معلم قرآن، وأخو جدي كان إماما وأنا درست لأكثر من ثلاثين سنة مادة الأدب العربي والتربية الإسلامية وهذا لا يسمح لي بالكتابة في هذه المجالات بالشكل الذي نراه اليوم" ولا تخف القاصة الجزائرية أنها، تطلع على ما يكتب في هذا الصدد ولكن لا يمكنها أبدا الاقتراب منه "ليس معنى هذا، كما تقولين أنه كوني ابنة إمام يحد من إبداعيتي، أنا بالعكس أرى أن المجتمع الذي أتحرك فيه لم يصل بعد إلى هذا المستوى من التفتح الغربي حتى نجابهه بمثل هذه الكتابات" وتستطرد زنير التي تعد في نظر بعض النقاد الجزائريين أول أديبة جزائرية تكسر طابو الجنس والسياسة من خلال نصها "ثقوب في ذاكرة الزمن" الذي يغوص في أعماق امرأة اغتصبت خلال فرحة استقلال البلاد العام 1962، وهو النص الذي استشرفت فيه جميلة زنير واقعاً سوداوياً عاشته الجزائر خلال التسعينيات.تستطرد قائلة "أنا أعرف أن مثل هذه المواضيع موجودة معنا في المجتمع تحيط بنا، هي جزء منا، وبعضها حبيس الأماكن المغلقة، لكن الخوف من وقوع هذه الكتابات في يد المراهقين يخيفني ويرعبني". @@ لطيفة الحاج قديح.. روائية وناشطة اجتماعية وعضو اتحاد الكتاب اللبناني شكلت المرأة وما تزال هاجس مجمل النصوص الروائية التي وقعتها لطيفة الحاج قديح، إلى جانب عملها كناشطة اجتماعية في مجالات تبقى المرأة مركزها مثل عضويتها في جمعية النهضة الاجتماعية في حارة حريك وجمعية الملتقى النسائي لساحل المتن الجنوبي والمنتدى الأدبي للضاحية الجنوبية بلبنان. ترى صاحبة "مواويل الغربة" 2000و"صخرة روشة" 2002و"البحث عن السعادة" 2007أن الكتابة بغض النظر عن التصنيفات الجنسية هي "مثل تشخيص الطبيب تكشف عن الأمراض بهدف العلاج والتصحيح" وفي رأي لطيفة الحاج، التي خصصت جزءا من أعمالها الأدبية لموضوع هجرة العائلات الإسلامية باتجاه كندا بالتحديد مع تصوير دقيق لأشكال الصراع الثقافي والفكري الذي تواجهه تلك العائلات مع ثقافة البلد المستقبل، فإن ما تسميه التصحيح أو التشخيص "لا يجب أن يقف عند حواجز تمنعه من الكشف المطلوب وهو ما ينطبق عن الكتابة تماما". وتسلم لطيفة الحاج بوجود "الكثير من القيود التي لا تزال تمنع المرأة من تحقيق ذاتها على كل المستويات" وترى أن "سطوة الثقافة الذكورية على المشهد الإبداعي العربي لا يجب أن يخجل المرأة أو يحرجها أو يحول دون تعبيرها عن كينونتها الاجتماعية وعن أوجاعها وأسئلة راهنها" وأن هذه السطوة يجب أن تدفعها ل "التعبير عن رأيها المستقل، وموقفها المستقل عن الرجل سواء كان ذلك الرجل الزوج أو الأب أو الأخ أو شريكها في المواطنة". الكاتب إذا خاف تراجع دوره.. وانتهى @@ رزان مغربي.. شاعرة وقاصة ليبية ليست الكتابة في نظر الشاعرة والقاصة والروائية الليبية رزان مغربي سوى "مساحة للحرية، فضاء للجنون، للبوح، لرج الراكض، مساحة يجب أن تكون فيها الكاتبة كما تريد أن تكون، لا كما يريدها الآخرون أن تكون". وترى صاحبة "في عراء المنفى (قصص 2001) و"الجياد تلتهم البحر" (قصص) و"إشارات حمراء" (شعر) و"الهجرة على مدار المل (رواية) أنها عندما تكتب لا تفكر عادة في الرقيب سواء كان داخلياً أم خارجياً، وأنه ليس صدفة أن كان من بين أولى الدواوين الشعرية التي أصدرتها واحد بعنوان "إشارات حمراء". وتقول رزان مغربي أنها لم تقف أبدا عند مسائل الخوف من المحيط، وأنها ليست مع الكاتب الذي يتراجع ويخاف "فالكاتب إذا خاف تراجع دوره وانتهى".قبل أن تضيف "يمكننا البوح بما نريد شرط التمكن من أدوات الحكي وسحر اللغة، أنا ضد الإسفاف والابتذال". وتوافق رزان مغربي القول بأن ثمة سطوة ذكورية على كل مفاصل الحياة الاجتماعية والاقتصادية والسياسية في المجتمعات العربية لكنها تشير "أجد نفسي أتجاوز هذه الحالة بعدم التفكير بالممنوع، هناك نصوص إبداعية في ليبيا لا تزال لحد الآن محجبة، نصوص لا تزال تخضع للرقيب، ليس الرقيب الرسمي بل الرقيب الداخلي الذي تشكله الثقافة والعادات والتقاليد البالية". وتتأسف الشاعرة الليبية من كون المرأة نفسها تكرس الثقافة الذكورية في تربيتها لأطفالها وتمييزها بين الذكور والإناث وفي تكريسها للندوب الموجودة في العلاقة الشائكة بين الرجل والمرأة في مجتمعاتنا. وتشير أن ثمة روائيات "يتحاشين خلال الكتابة الخوض في التفاصيل والتجارب الشخصية حتى لا يسألن من أين لكن هذه التجارب؟ وكثيرات هن الكاتبات تخفين وراء أسماء مستعارة لفترة طويلة ثم ندمن بعد شهرتهن، وأنا أنظر دائما إلى هذه الأعمال الإبداعية التي توقعها أسماء مستعارة على أنها "مولود غير شرعي". وتفتخر رزان مغربي من كونها لم تتخف يوما منذ بداياتها الأولى والمبكرة وراء اسم مستعار فهي تقول "كنت أكتب وأفتخر باسم أب تربيت في كنفه على معاني الانفتاح والاحترام، أب لم ينحز لإخوة لي ذكور، لكنه انحاز لي، ربما لأنه كان يرغب أن يصير يوما أديبا ولم يفعل؟، وترى رزان أن مثل هذه الظروف التي قد لا تتوفر لكثيرات من المبدعات العربيات جعلتها "كاتبة محظوظة" لكن هذا الوضع لم يمنعها من التساؤل قائلة : "أين دور الكاتبات اللائي لم يجدن هذا الدعم؟ أي أين دور الكاتبة المتمردة؟" البداية بتحرير الرجل أولا.. و"سطوة الأنا الناهية" موجودة ومتجذرة @@ ليلى حموتان.. روائية جزائرية.. مختصة في علم النفس التطبيقي وشؤون التربية والتعليم من أبرز ما صدر للروائية ليلى حوتان، التي تكتب باللغة الفرنسية لكن بروح وطنية عالية، وهي التي شاركت في النضال السياسي لجزائر ما بعد الاستقلال وما بعد عهد التعددية السياسية، رواية "ABIMES" (الاهتراء) 1992و"دم وياسمين" 2001و"SABLIER" (ساعة رملية) 2003، وتقول ليلى حموتان أن الكتابة عندها "تعبير عن وجع ما" فهي عندما تمسك القلم فلأنها "تشعر بوجع ما ينخر ذاتها" ب "أشياء مزعجة تريد فضحها" فتتحول الكتابة عندها وقتئد إلى "فعل تحرري.. تحرر الجسد من الصمت القاتل". ولا تخفي ليلى حموتان أنها تمارس الكتابة ب "وعي شديد" تغلبه أحيانا كثيرة ما تسميه الروائية "سطوة الأنا" ذلك الصوت الذي تقول عنه أنه "خفي وداخلي، قد يكون هو المجتمع، أو العائلة، أو الموروث الثقافي، الذي قد يمنعني من الولوج أو الاقتراب من مواضيع تتعلق بكينونتي، فأجده يمنعني من التعاطي معها، ويقفز فوق أوراقي ويملي عليا أحياناً كثيرة طريقة تعاملي مع نصوصي". وتعتقد ليلى حموتان، انطلاقاً من كونها خبيرة في شؤون التربية والتعليم، وأخصائية في علم النفس التطبيقي، أن العمل الكبير الذي يجب الشروع فيه ل "الحد من سطوة الأنا" أو "الرقيب الداخلي" يبدأ من المدرسة التي يجب عليها أن تلعب "دور المحرر" ثم المجتمع. وحسب حموتان فإن العمل يبدأ ب "تحرير الرجل أولا من كتلة الموروثات الثقافية التي لا علاقة لها بالدين الذي يدعونا إلى التفكير والتأمل ومراجعة النفس، ثم تحرير المرأة ثانيا" وتستدل ليلى حموتان بنصوص الروائي الجزائري المعروف رشيد بوجدرة وتقول "رواياته تصدم الجميع، وتجعله إلى يومنا هذا من أكثر الروائيين الجزائريين الذين يواجهون يومياً كيلاً من الاتهامات، وهنا نرى ان الأمر لا يتعلق بالمرأة الكاتبة وحدها فالكتاب (الذكور) يعانون أيضا من سطوة المجتمع." وتشاطر حموتان القول الذي يفيد أن حجم الهجمة على الكاتبة المرأة حين تعاطيها مع خصوصياتها كأنثى ليست نفسها على الرجل "ولهذا نجدها تؤكد أن عمل ما تسميه ب "فعل التحرير" يجب أن يشمل المرأة والرجل على حد سواء، قبل أن تضيف في الختام "أعتقد أن أول الجوانب التي يجب أن يشملها هذا العمل هو قانون الأسرة أولا، هذا القانون الذي يجعل من المرأة كائناً دونياً، بل كائنا من الدرجة الثانية، ولعل المؤسف في الأمر كله أن يختبئ الذين ساهموا في صياغته وراء الدين لتبرير جملة المواد المجحفة التي تضمنها تجاه المرأة وهذا كذب وافتراء على الدين الإسلامي الحنيف الذي بدأ أول ما بدأ به كتابه العزيز القرآن الكريم هو كلمة (إقرأ) والأمر موجه للرجل مثل المرأة ولم يقتصر على جنس الذكر فقط" .