هنالك العديد من القضايا الثقافية العالقة الجديرة بالاهتمام و التي تستحق أن تكون موضوعا للكتابة والمناقشة والحوار بين المثقفين عبر الوسائل الإعلامية المختلفة . ولعل أهم هذه القضايا آنيا ومرحليا الغموض الذي يكتنف الشأن الثقافي نتيجة حالة الصمت التي فرضتها عليه وزارة الثقافة والإعلام بعد انتهاء الملتقى الثقافي الأول للمثقفين السعوديين. يبدو ان هذا الصمت المريب جاء ليضفي الصدقية على الكثير من التحفظات والمخاوف التي حملها الكثير من تصريحات وكتابات المثقفين ، من أن التوصيات التي اختتم الملتقى بها سوف ينتهي بها الأمر في ظلمة وصمت الأدراج. ربما نجد المبرر لصمت الوزارة أو للصمت المفروض فيما يتعلق بالمسألة الثقافية في أن تلك المسألة من الأهمية والتعقيد بحيث ينبغي التعاطي معها بقدر كبير من الهدوء والتروي والتخطيط الدقيق ، لكن هذا التبرير رغم وجاهته لا ينبغي أن يحول دون ممارسة الوزارة الشفافية في معالجتها للقضايا الثقافية وان تطلع المشهد الثقافي على آخر التطورات والمستجدات على صعيد تطوير وتنظيم العمل الثقافي. المأمول ألا تطول حالة (اللا أدرية) الرائنة على فروع المؤسسة الثقافية من نواد أدبية أو فروع للجمعية العربية السعودية للثقافة والفنون، التي يعاني العاملون فيها فقدان البوصلة وانسداد أفق الرؤية المستقبلية للعمل الثقافي، نتيجة ما يشبه حالة الانقطاع والقطيعة بينها ووزارة الثقافة والإعلام. الكل لا يستطيع أن يقدم أجوبة مطمئنة عن الأسئلة التي أصبحت مصدر إزعاج لهم عما أعدوه من برامج وخطط للنشاط الثقافي، وعما إذا اكتملت عملية انتقال تلك الفروع إلى الوزارة بشكل نهائي وحاسم. الكل لا يعلم، والكل يتهرب من مواجهة أسئلة الصحافة الثقافية.