الكثيرون يعرفون الجبيل كمدينة صناعية حديثة مليئة بالصناعات العملاقة مما جعلها من المدن الصناعية المشهورة في العالم ولكن لا يعرف هؤلاء ان هذه المدينة تنام على كنوز كبيرة من الآثار التاريخية كما دلت الدراسات وما تم اكتشافه من آثار. واشتهرت الجبيل بهذا الاسم لوجود جبل بحري على الساحل في الجهة الشمالية الشرقية من الجبيل وقد اختفى معظم معالم هذا الجبل عند دفن شاطئ البحر, و تقع الجبيل على زاوية ساحلية مرتفعة على شاطئ الخليج، وتبعد عن مدينة الدمام 75 كيلو مترا وكانت هذه المدينة قبل إنشاء المدينة الصناعية بلدة صغيرة تعتمد على البحر في طلب الرزق بصيد الأسماك والغوص لجمع اللؤلؤ. ومن المواقع الأثرية في المدينة بئر الطوية التي عرفت قبل حلول القرن الرابع عشر الهجري بسنوات والطوية اسم موقع قديم تكثر به الكسر الفخارية الإسلامية الطابع المزججة والمزخرفة بالأشكال الهندسية والنباتية، وهناك اعتقاد بأن هذه المنطقة ربما كانت مركزاً تجارياً, ومكان استراحة للقوافل والتجار والمسافرين المارين بالمنطقة وذلك لوجود بئر الماء, و بئر الطوية كان المصدر المائي للشرب لأهالي الجبيل وللقوافل التي تتوقف عندها, ومورداً للبادية التي تقطن بالقرب منها في الجهة الغربية وتعتبر البئر أحد المواقع التاريخية التي يمكن الحصول على الماء منها. و قد بني في الموقع برج الطوية بعد موقعة (السبلة) عام1347ه. ومازال هذا البرج قائما حتى اليوم. الدفي و يوجد في منطقة الدفي على بعد ستة عشر كيلومتراً شمال الجبيل موقع اثري حيث اكتشفت فيه آثار قبور قديمة وأساسات بناء ويقع الدفي الآن ضمن مواقع مدينة الجبيل الصناعية. وقد تم تحويله إلى متنزه للعائلات على مستوى راق من التصميم و الدقة والروعة في التنفيذ. ومن المواقع التي تحمل جزءا من آثار وتراث هذه المنطقة الغالية من بلادنا جزيرة الباطنة وتقع هذه الجزيرة إلى الجنوب من رأس أبو علي، وتوجد بها مواقع أثرية تزيد على عشرة مواقع اثرية، وبعض هذه المواقع يحتوي على أساسات بناء ودلائل أثرية منها دلائل استيطان كالفخار والمرتفعات التراكمية، وأساسات مبان واضحة من أحجار الفروش والمباني بالجزيرة مختلفة التخطيط وبعضها ملاصق للشاطئ ويتوسط الجزيرة جبل مرتفع عليه بقايا مبان ربما كانت برج مراقبة. فالزائر لمدينة الجبيل سيجد الكثير من الأشياء التي تجبره على زيارتها و الاستمتاع بالتعرف على ما تحمله من تراث وآثار وجمال و شواطىء ساحرة.