تدهور الوضع الأمني في مخيم عين الحلوة في صيدا ( جنوبلبنان ) بشكل مفاجىء بعد ظهرالأحد ، حيث دارت اشتباكات عنيفة بين مقاتلي حركة فتح من جهة وبين مجموعات من المسلحين المقنعين تردد أنهم ينتمون الى منظمة جند الشام ومن بينهم أنصار الفلسطيني عامر دحابرة الذي قتل في اشتباك سابق مع فتح ، فيما كان اللافت موقف جريء رافض للاقتتال الفلسطيني - الفلسطيني اتخذ العشرات من أبناء المخيم فانطلقوا في تظاهرة جابت شوارع المخيم وطلبوا من المسلحين وقف إطلاق النار والعودة الى مقراتهم . فابتداء من الثالثة والربع من بعد الظهر ، سمعت داخل مخيم عين الحلوة وعلى مدى نحو نصف ساعة أصوات طلقات نارية رشاشة وانفجارات متقطعة تبين لاحقاً أنها ناجمة عن إطلاق قذائف صاروخية خلال الاشتباكات التي تركزت في حي حطين وحي عرب الغوير ، حيث أفيد عن نقل جريحين مدنيين الى مستشفى الهمشري في صيدا هما الفلسطينيان مصطفى عوض عوض ( 26 سنة ) والطفل أحمد عماد كايد( 14 سنة). فيما شهد محيط مقرات حركة فتح في المخيم حالة استنفار قصوى ، وسجلت حركة نزوح جزئية من المخيم باتجاه صيدا . وذكرت مصادر فلسطينية مطلعة أن الاشتباكات اندلعت اثر قيام مجموعة من المسلحين المقنعين قرابة الثالثة عصراً بمهاجمة منزل أحد مسؤولي فتح في حي صفوري وهو الفلسطيني "محمد عبد الحميد عيسى" المعروف باسم "اللينو" ، فدار اشتباك بين مرافقي الأخير وبين المجموعة المهاجمة ، ما لبث أن تطور الى اشتباكات دارت رحاها بين الطرفين في أماكن أخرى من المخيم ولا سيما حي حطين وحي عرب الغوير . وابتداء من الرابعة الا ربعاً تراجعت حدة الاشتباكات ، لتقتصر على بعض الطلقات الرشاشة المتقطعة بين الحين والآخر ، في وقت أذيعت فيه عبر مكبرات الصوت من على مآذن المساجد نداءات الى المتقاتلين لوقف اطلاق النار ، وشهد عدد من شوارع المخيم انتشاراً كثيفاً للمسلحين من مقاتلي حركة فتح والكفاح المسلح .. وفي خطوة لافتة وجريئة رفضاً للاقتتال الفلسطيني - الفلسطيني ورغم حدة الاشتباكات ورداءة الطقس العاصف والممطر ، خرج عشرات اللاجئين الفلسطينيين من أبناء المخيم في تظاهرة جابت شوارعه وضمت قياديين ومدنيين فلسطينيين قاموا بمنع المسلحين من اطلاق النار طالبين منهم وقف هذا النزف الفلسطيني ، ولافتين الى أن الفلسطيني يقتل بيد الاسرئيلي في فلسطينالمحتلة ويقتل بيد أخيه الفلسطيني في عين الحلوة ، وقد امتثل عدد من المسلحين لطلبهم وتراجعوا الى مقراتهم العسكرية . وذكر ان عدداً من القوى الوطنية والاسلامية في المخيم دخلت على خط تطويق ذيول ما جرى ونزع فتيل التفجير في عين الحلوة .