تطورت مسيرة نظمت احياء لذكرى ضحايا الارهاب في شوارع مدريد، بشكل مفاجىء السبت الى تظاهرة مناهضة للحكومة واضطر وزير الدفاع خوسيه بونو الى الانسحاب منها بعد ان تعرض له المتظاهرون بالشتم. وحمل بونو في حديث الى الاذاعة الوطنية مسؤولية اول تظاهرة عامة ضد الحكومة الاشتراكية التي وصلت الى السلطة في الربيع الماضي، الى عناصر من اقصى اليمين كانوا يعتقدون ان اسبانيا ملكهم . ودعت الجمعية الاسبانية لضحايا الارهاب الى مسيرة عبر شوارع العاصمة بعد عشرة اشهر من الاعتداءات على ثلاثة قطارات في ضاحية مدريد ادت الى مقتل 191 شخصا فيما اعتبر أسوأ اعتداءات تنفذها شبكة اسلامية ارهابية في اوروبا. ونزل اكثر من عشرة آلاف شخص بينهم سياسيون كبار الى شوارع العاصمة السبت احياء لذكرى الارهاب. الا ان مجموعات من المتظاهرين بدأت تصرخ بالحاح منددة بغياب رئيس الوزراء الاسباني خوسيه لويس رودريغيس ثاباتيرو عن المسيرة. وصرخ المتظاهرون ثاباتيرو اين انت؟ ، في وقت تعرض وزير الوظيفة العامة جوردي سيفيلا الذي شارك في المسيرة التي كان يفترض ان تكون صامتة، لشتائم موجهة الى الحكومة.. واطلق المتظاهرون هتافات تدعو الى وحدة اسبانيا وترفض الحوار مع منظمة الباسك الانفصالية (ايتا). ومما قالوه بلاد الباسك اسبانية ، لا يتم التفاوض مع المجرمين . وتعهدت حكومة ثاباتيرو البدء بعملية اصلاحية تعطي مزيدا من الاستقلالية الى مناطق الباسك التي تتمتع بحكم ذاتي، مع احترام وحدة البلاد، مجددة رفضها فكرة اقامة اي اتصال مع ايتا طالما تسمع اصوات السلاح والمتفجرات . وفجرت منظمة ايتا الثلاثاء الماضي سيارة قرب بيلباو في شمال الباسك وذلك رغم اعلانها الاستعداد لبدء حوار مع الحكومة. وادى الانفجار الى اصابة شرطي بجروح. وانسحب وزير الدفاع من المسيرة تحت وطأة الشتائم. وقال بونو الذي كان قد جاء الى المسيرة مع ابنه، منذ عهد الدكتاتورية بقيادة فرانكو، لم اشارك في تظاهرة شعرت فيها بان العنف واللكمات قريبة الى هذا الحد . واضاف ان مجموعة المتظاهرين المتطرفين والعنيفين كانت اقلية ولكنها كانت اكثرية من حولي . وتابع جئت مع عائلتي من اجل تكريم الضحايا وتقديم الدعم الى الذين يعانون الارهاب. للاسف فقد التقيت بأشخاص لا يحبون الحرية وهذا يؤسفني . في المقابل، حيا المتظاهرون وزير الداخلية الاسباني السابق انخيل اثيبس النافذ في الحزب الشعبي (يمين)، الحزب الحاكم خلال اعتداءات 11 مارس في مدريد.