مدريد – أ ب، أ ف ب – أكدت الحكومة الإسبانية أمس، أنها لن تجري محادثات مع منظمة «إيتا» الانفصالية الباسكية، على رغم ترحيبها بإعلانها «وقفاً نهائياً لعملها المسلح» الذي استمر أربعة عقود وأسفر عن مقتل 829 شخصاً. وفي بيان تاريخي أصدرته الخميس، أعلنت «إيتا» وقف عملياتها التي بدأتها قبل 43 سنة، سعياً إلى استقلال بلاد الباسك عن إسبانيا وفرنسا. لكن المنظمة لم تصل إلى حد إعلان هزيمتها، كما أنها لم تعتذر من ضحايا عملياتها، ودعت مدريد وباريس إلى حوار لتسوية النزاع. وورد في البيان: «إيتا قررت أن توقف نهائياً عملها المسلح، وتوجّه نداءً إلى حكومتي إسبانيا وفرنسا للبدء بعملية حوار مباشر يستهدف معالجة تداعيات النزاع، وتالياً تجاوز المواجهة المسلحة. عبر هذا البيان التاريخي، تظهر لإيتا التزامها الواضح والحاسم والنهائي». واعتبر البيان أن قراراً صدر عن مؤتمر دولي عُقد في إقليم الباسك أخيراً شاركت فيه شخصيات دولية، بينها الأمين العام السابق للأمم المتحدة كوفي أنان، «ينطوي على المكونات (المطلوبة) لتسوية نهائية للنزاع، ويحظى بمساندة فئات واسعة من مجتمع إقليم الباسك والمجتمع الدولي». وعلّقت وزيرة الدفاع الإسبانية كارمي تشاكون على البيان، قائلة: «لا شيء نتفاوض في شأنه مع إيتا». واعتبرت أن المنظمة لم تحقق أياً من أهدافها، وأن عقود «الألم والجريمة لم تخدمها مطلقاً». وأضافت: «هذه بداية النهاية، ويجب التعامل معها في ذكاء. خريطة الطريق التي علينا اتباعها منذ الآن، يجب أن تحظى بإجماع وألا تكون متسرعة». واعتبر رئيس الوزراء الإسباني خوسيه لويس ردوريغيز ثاباتيرو الإعلان «انتصاراً للديموقراطية والقانون والمنطق»، فيما أشاد رئيس «الحزب الشعبي» اليميني المعارض ماريانو راخوي بما اعتبره «خطة مهمة جداً»، لكنه شدد على ضرورة حلّ «إيتا». ويأتي إعلان «إيتا» قبل الانتخابات الاشتراعية في إسبانيا المقررة في 20 تشرين الثاني (نوفمبر) المقبل، والتي ترجح استطلاعات الرأي فوز المعارضة فيها. وطالب أقارب ضحايا عمليات «إيتا»، بحلّ المنظمة وبأن تبلغ السلطات مكان وجود أسلحتها ومتفجراتها. وقالت أنخيليس بيدراسا، رئيسة «هيئة ضحايا الإرهاب»: «الضحايا يريدون وقف الهجمات، لكننا نريدهم أن يدفعوا ثمن ما اقترفوه. نريد هزيمة تامة لإيتا».