يلعب خطباء المساجد دورا هاما في حقل الدعوة الاسلامية وهو الدور الذي يتطلب من خطيب الجمعة مهارات خاصة اهمها ان يتقن فن ومهارات الالقاء وان يكون على دراية بقضايا المجتمع الذي يعيش فيه والا يسمح لبعض الخطباء بتحويل منبر المسجد الى اداة مجانية لنشر الاجتهادات الشخصية والتوجهات غير الصحيحة. (اليوم) التقت بعدد من رجال الدعوة الاسلامية واستطلعت آراءهم حول هذه القضية في هذا التحقيق. مكتبة منزلية الشيخ محمد الزايد يطالب كل خطيب مسجد بالحرص على اقتناء مكتبة في المنزل تضم ما يحتاج اليه الداعية في عمله الدعوي من المراجع خاصة الكتب الشرعية للعلماء الثقات والحرص على التأكد من صحة الاحاديث عن طريق كتب الصحاح كما يطالب الزايد ائمة المساجد وخطباء الجمع بالاطلاع على بعض الخطب التي ألقاها علماء موثوق فيهم للاستفادة من اسلوبهم والموضوعات التي تناولوها في مناسبات مختلفة، ويشير الزايد ايضا الى امكانية الاستفادة من بعض الخطب المسجلة عن طريق الاشرطة وضرورة متابعة اذاعة القرآن الكريم والاستفادة مما تقوم باذاعته من خطب ومحاضرات وندوات. تبادل الآراء الشيخ فايز العدوان يؤكد على اهمية ان يلتقي الخطباء لتبادل الرأي فيما بينهم حول القضايا التي تهم المجتمع وتوضيح الاحكام الشرعية في كل قضية من هذه القضايا. ويطالب العدوان ايضا باعداد دورات تدريبية لخطباء المساجد لرفع مستواهم دعويا وتأهيلهم للخطابة. ويضيف العدوان: ان المشاكل الاجتماعية تختلف بين منطقة واخرى في المملكة وان هذا الاختلاف يفرض على كل خطيب مسجد ان يكون ملما بالمشاكل السائدة في منطقته على وجه التحديد بحيث يعمل على علاج هذه المشاكل من خلال الدعوة وايجاد وعي دعوي تجاه هذه المشاكل بما يساعد على وضع حلول مناسبة لها من خلال التواصل بين رواد المسجد وتفعيل دور الاخير كمؤسسة اجتماعية تخدم المجتمع الذي يقع فيه. كما يطالب العدوان وزارة الدعوة والارشاد بالترتيب لاختيار الموضوعات التي يتناولها كل جمعة وتزويد الخطباء بالكتب التي تساعدهم على القيام بمهامهم. لقاءات دورية اما الشيخ محمد عبيسي إمام وخطيب مسجد بحي الصفا بمدينة جدة فيتفق مع ما سبق ويطالب ايضا بعقد لقاءات شهرية واجتماع سنوي موسع بين خطباء المساجد والمسؤولين عن الدعوة في كل منطقة للتشاور حول احتياجات الدعوة في المناطق المختلفة. ويؤكد العبيسي ان المنبر قناة هامة لا يستغني عنها المسلمون لنشر العلم الصحيح ومواجهة الافكار الهدامة من خلال الامر بالمعروف والنهي عن المنكر. ويشير في هذا الاطار الى اهمية عقد لقاءات دورية بين خطباء المساجد وكبار العلماء للاستفادة من خبراتهم في حقل الدعوة واقامة الدورات التدريبية في المعاهد والجامعات لتدريب الخطباء. ويقول العبيسي: ان الخطيب الناجح هو الذي يحمل فكرا معتدلا ويأمر بالمعروف وينهى عن المنكر بأسلوب محبب بسيط لا ينفر منه الناس ويحمل الخطيب الناجح فكرا نيرا وضميرا متوقدا مسلحا بالمعرفة يهز القلوب، لفظه جميل ويصل بكلمته الى اعماق مستمعيه، يتلمس آلامهم ويتحدث عن آمالهم ويساعدهم على تحقيقها. مكانة خاصة ويقول فيصل الشهري: ان الله عز وجل اضفى على صلاة الجمعة مكانة خاصة وامر المسلمين بالاسراع الى المسجد عند سماع النداء بقوله في كتابه الكريم: (يا ايها الذين آمنوا اذا نودي للصلاة من يوم الجمعة فاسعوا الى ذكر الله وذروا البيع، ذلكم خير لكم ان كنتم تعلمون). وهذه الخصوصية تفرض على خطيب الجمعة ان يستشعر حجم المسؤولية الملقاة على عاتقه نظرا لما تمثله خطبة الجمعة من اهمية وتأثير في نفوس المسلمين. واشار الشهري ايضا الى ان الاسلام استشعر اهمية خطبة الجمعة بتجميع المسلمين في مسجد جامع والزامهم بالانصات الى الخطيب على المنبر وهو ما يفرض على الخطيب ان يكون عند مستوى المسؤولية الملقاة على عاتقه. وتظهر في هذه المناسبة التي تتكرر اسبوعيا فطنة الخطيب وقدرته على استشراف الموضوعات التي تشغل بال مستمعيه طبقا لحالتهم الاجتماعية والاقتصادية. وسيلة دعوية شاملة ويشير محمود معوض الى ان منبر الجمعة وسيلة دعوية شاملة ويمثل الخطيب فيها العامل الاكثر تأثيرا وهو ما يفرض على الخطيب الناجح ان يعمل قدر استطاعته على تحويل منبر الجمعة الى منتدى اسبوعي لتناول قضايا المسلمين الهامة. ويقول معوض: ان خطيب الجمعة ينبغي عليه ان يجيد فن الخطابة حتى يكون مقنعا لمستمعيه ويمكن ان يصل الى ذلك من خلال التدريب المستمر على الجمع بين الفكرة الصحيحة ودقة التعبير عنها. كما يشير معوض الى ان الدول الاجنبية ادركت اهمية فن الخطابة في عملية الاقناع فخصصت دورات علمية لتدريسها. ويقول الشيخ عبدالمحسن العبيكان المستشار في وزارة العدل: ان خطباء المساجد ينبغي عليهم الالتزام بمنهج السلف الصالح والابتعاد عن اي شبهات تتصل بأفكار مضللة وان يلتزموا بما تحدده فتاوى سماحة مفتي عام المملكة في هذا الاطار.