بعد غد يأتي العيد... وبعده يبدأ العد التنازلي لعام هجري مضى نسأل الله ان يتقبل منا ومنكم صالح الاعمال. ونسأله سبحانه وتعالى ان يغسل قلوبنا جميعا, وان يطهر نفوسنا, وان يفتح لنا ابواب الخير والفرح والصحة. نسأله وهو القادر على كل شيء ان يشفى كل مريض وان يوسع على كل من ضاقت به الدنيا, وان يعوض اليتيم, ويرأف بالفقراء والمساكين وان يهدي كل ضال, ويبارك لكل من بر والديه وصبر على امتحانه ورضي بالمكتوب الذي قدره عليه جل وعلا. في هذا الزمان الذي تضيق فيه الدروب, وتظلم فيه الطرقات ويكثر فيه الحزن والدموع, ليس لنا الا الله نتقرب اليه ونتوسل اليه ان يفرج كربة كل مسلم وان يزيل هموم كل انسان. فليس لنا الا الله ونعم بالله. كم سنكتشف من اخطاء في حياتنا, عندما نجلس ونفكر ونراجع اعمالنا وكم سيحزننا ونحن نظلم انفسنا بقول وفعل يؤذي الآخرين, دون ان نعرف او نقدر تلك الاقوال او الافعال. وكم سنشعر بالضعف وقلة الحيلة ونحن نرى من حولنا من يسقط صريع المرض او يموت في لحظة كرمشة عين. مشكلتنا اننا نعتقد اننا نملك الدنيا, نتهم ونحاسب ونحاكم وننفذ وكأن الآخرين لاشيء. لا اقصد بالاشارة لي أولك ايها القارئ, لكنني اكتب عنا جميعا كبشر, قد اكون اوقد تكون انت او قد يكون غيرنا من يرتكب هذه الاخطاء ومن يخطئ بحق الآخرين.. فهل نتوقف لحظة ونسأل انفسنا ونحاسب ذاتنا ونصحح اخطاءنا! الحياة قصيرة وبسيطة لا تستحق منا كل هذه الاحقاد والكراهية والاساءة للآخرين, بل لا تستحق حتى دمعة نذرفها على من خان او على من تجبر. آه.. منك ايها العيد تأتي وتذهب والناس لا يتعلمون ان الوجوه قد لا تكون الوجوه نفسها التي شهدت ذلك العيد.. فكم نفس خطفها الموت وكم انسان بصحة وعافية صعقته فاجعة المرض على حين غرة. آه.. منك ايها العيد تأتي وتذهب والناس لا يتعلمون ان بر الوالدين هو اقرب طريق لنيل رضا الله. الم تقرأ ايها العيد ان هناك من خنق امه ليسرقها وان هناك من حرقها ودنس كرامتها. الم تقرأ ايها العيد كم يظلم الآباء اطفالهم.. الم تسمع عن ضرب طفلته حتى الموت. هناك ايها العيد دور العجزة حيث يسكن امهات وآباء تركهم ابناؤهم بعد كل التضحيات والالام والتعب الذي عانوه ليعيشوا هؤلاء الابناء في كرامة وامن وامان؟ ايها العيد.. اعذرنا ان لم نفرح بعودتك فبالحلق غصبه وفي الحياة عبر وفي المشاهد بكاء.. عذرا منك ايها العيد ولكم تحياتي.