من منا لم يتعرض للإساءة يوماً؟ من منا لم ينجرح من غريب أو قريب؟ من منا لم يتحسس ألم قلبه بيده ولم يستطعم المرارة حتي مع زيادة السكر في القهوة؟ من منا لم تنهار كل احلامه في لحظة؟ وحرقته دموعه كل ليلة؟ من منا لم يتوقع أن السعادة قادمة لا محالة في وقت كان الحزن يفتح له بابه؟من منا لم يسهر ليالي طوال يطرز فيها أمنياته وانتظر الصباح ليستمتع باشراقة الشمس إلا أن الصباح لم يأت والشمس المنتظرة لم تشرق!!! من منا لم يرم بهمومه عند شاطئ البحر متوقعاً أنه تخلص منها إلا أنها تمسكت به كما يتمسك السمك في الشباك رافضة تحرره منها! من منا لم يشعر بغصة في حلقه وكأنها غصة الموت التي لم يحسب حسابها؟؟ من منا لم تصفعه الدنيا عدة مرات وفي كل مرة يتوقع أنها أخيرة وأنها ستبتسم أخيراً له ولكنه يستقبل صفعة أشد قوة من سابقتها؟ من منا لم يتقوقع علي نفسه ويعتزل العالم بعد صدمة من أحدهم وتوقع أنها نهاية العالم؟ كلنا مرت علينا هذه الأحاسيس وربما شعرنا بالموت أكثر من ذلك وتعرضنا للصدمات في الحياة ربما لفقدان عزيز كان بيننا وانتشله القدر أو من آخر كنا نعتقد أنه عزيز ولكنه أثبت لنا أنه لا يستحق المعزة، وكم من أشخاص وثقنا بهم وتوقعنا أنهم عون لنا في الحياة ولكنهم صدمونا باضافة جرح أعمق لجروحنا جرح غائر، يحتاج لمعجزات لاندماله وسنوات من الصبر علي الألم! نخطئ أحياناً عندما نتوقع الرحمة من الناس والاخلاص من المحبين والوفاء من كل من حولنا.. لأن الحقيقة أننا بشر ناقصون معرضون لكل المتغيرات ونحمل في نفوسنا نقيضاً من الصفات الخيرة والسيئة ونتلون حسب الظروف والمواقف التي نتعرض لها.. وتزيدنا التجارب خبرة وقسوة وتطيل الدنيا من أظفارنا.. والغابة التي نحيا بها تجعل أنيابنا أكثر حدة وعلي استعداد دائم لأي دفاع ضد هجوم مفاجئ!!! قد يكون للأيام دور في نسيان الآلام وقد يكون للأقدار دور في تبديل الهموم، والنسيان آتٍ لا محالة إلا أن الذكريات هي الباقية والتي لا يمكننا تجاوزها مهما حاولنا. فهذه هي الدنيا ومهما تفاءلنا وتمنينا أن يكون في الدنيا خير إلا أن ما نواجهه الشر!!! ويبقي الخير هو أملنا في الآخرة سائلين المولي الرحمة..وأخذ الحق ممن ظلمنا..فهو في النهاية ملاذنا الأخير!.