قال جون ايفرينجتون كبير المحللين بشركة (اي ام سي) احدى المؤسسات العالمية في مجال تحليل وبيانات اسواق الجوال ان منطقة الشرق الاوسط والخليج وشمال افريقيا لا تزال تسجل معدلات نمو ضخمة متوقعا ان يبلغ عدد مستخدمي التليفون الجوال في المنطقة بنهاية العام الجاري نحو 9ر51 مليون مستخدم بفضل النمو الكبير في منطقة شمال افريقيا خاصة في تونس ومصر والجزائر. وتعد المملكة الدولة الاسرع نحو تطبيق الجيل الثالث حيث اعلن مؤخرا مسؤول كبير بشركة اتصالات الاماراتية ان اتحاد شركات تقوده الشركة يستثمر مليار دولار على الاقل في ترخيصين للاتصالات بالمملكة حصل عليهما كما ان مجلس الوزراء السعودي منح الشركة ايضا ترخيصا لاقامة شبكة لاتصالات الجيل الثالث مقابل 8ر735 مليون ريال, وسينهي العقدان احتكار الشركة السعودية للاتصالات وهي من اكبر الشركات المقيدة في سوق الاسهم بالمملكة واسهمها من اكثر الاسهم تداولا فيها. وتعمل شركة الاتصالات بالمملكة على تطبيق نظام الجيل القادم من رسائل الجوال المتطورة والمعتمدة على نظام (LP) من شركة لوجيكا سي ام جي لاحتساب قيمة رسائل الجوال قبل ارسالها (PSA), وسيسهم ذلك في رفع مستوى الخدمة للمشتركين بها والبالغ عددهم 8 ملايين مشترك, بالاضافة الى تخفيض تكاليف التشغيل الى الحد الادنى وتوسيع مجال وعائدات الرسائل الهاتفية, في الوقت الذي تقوم فيه باعداد شبكتها لاهداف مستقبلية. 2ر9 مليار دولار حجم النمو وبداية كانت التقديرات الاولية تشير الى انه من المتوقع ان تسجل انظمة الجيل الثالث نموا عالميا حجمه 2ر9 مليار دولار عام 2005م, ويشير محللون وخبراء عاملون في قطاع الاتصالات الى 2005م باعتباره العام الذي سيشهد زيادة في طرح اسلوب التشغيل الثلاثي (Tripl play), مما يسلط الضوء على الفرص المتاحة امام مشغلي ومقدمي خدمات الاتصالات لتطوير منتجات متكاملة تجمع الصوت (الهاتف) والبيانات (انترنت) والفيديو. وتتوقع شركة ماركت انتيليجنس سنتر, التايوانية للابحاث, في نظرتها للعام 2005م, انه في ظل ازدياد معدلات النفاذ عبر تقنيات الحزمة الواسعة, والارتفاع الكبير في سرعة نقل البيانات, يتوقع ان يزداد اصرار مقدمي خدمات الاتصالات على اعتماد التشغيل الثلاثي لخدمات البيانات والصوت والفيديو, وذلك لرفع متوسط العائد لكل مستخدم. صراع المليارات ويستخدم الجيل الثالث من تليفونات الجوال G 3 تقنية تتيح تبادل المعلومات عن طريقها بسرعات فائقة, وهو ما كان يعيب الجيل الثاني غير القادر على التعامل بسرعة تزيد على 9600 كيلو بايت في الثانية, وبدأ ظهور الجيل الثالث للتليفون الجوال في آسيا اولا وقبل باقي دول العالم الاخرى, وقد دفعت الشركات التي تدير شبكات التليفون الجوال في اوروبا اكثر من 100 مليار يورو للحصول على رخص الجيل الثالث في بدايات القرن الحالي. وفي المانيا وحدها انفقت الشركات حوالي 51 مليار يورو او 43 مليار دولار للحصول على تلك الرخص, ودفعت كل من (دويتش تيليكوم) الالمانية و(فودافون) البريطانية حوالي 5ر8 مليار يورو للحصول على رخصة الجيل الثالث وطبقا لاحصائيات (دوتيش تيليكوم) فان المانيا سيكون بها اكثر من 80 مليون خط جوال في عام 2010م وكلها ستعمل وفقا لنظام (يو ام تي اس). حرب أسعار بدأت مؤخرا ملامح حرب الاسعار بالظهور حيث اطلقت شركة هتشيون الآسيوية للاتصالات خدمات الجيل الثالث في كل من بريطانيا وايطاليا. اما الشركات العالمية التي سابقت الى الجيل الثالث فهي على سبيل المثال لا الحصر شركة ان تي تي دوكومو وسعت الشركة لغزو الاسواق الاوروبية والامريكية, وكانت تخطط لان تصل بعدد مستخدمي الجيل الثالث من الهواتف الجوالة الى ستة ملايين شخص بحلول شهر مارس من العام الماضي. وقادت (موتورولا) الامريكية المتخصصة في صناعة الهواتف الجوالة التي تحارب تكنولوجيا الجيل الثالث في المانيا بعد ان قامت بعدة اختبارات لنظام (يو ام تي اس) أو نظام الاتصالات المتنقل العالمي والقائم على نظام (يو ام تي اس). واجرت شركة (سيمنس) للصناعات التكنولوجية اختبارات امكانية عمل شبكات سريعة محمولة جوا تعتمد على تقنية الجيل الثالث من شبكات الجوال. ووجدت الشركة ان الجيل الثالث من شبكات الجوال يعمل على تحسين الامن والامان وادارة الملاحة الجوية. وتمت تجربة التقنية على متن طائرة ابحاث في منطقة بوسكومب بمدينة ساليسبري. ويمكن ان توفر تقنية شبكات الجيل الثالث بديلا للاتصالات كما يمكنها ان تلعب دور صندوق اسود يقوم ببث مباشر بدلا من البحث عن الصندوق الاسود المتعارف عليه الآن اذا تحطمت الطائرة. وتتوقع سيمنس ان الطائرات التي تحمل شبكات الجيل الثالث للاتصالات الجوالة على متنها ستكون هي الطائرات السائدة خلال خمسة اعوام. ويأمل خبراء الجيل الثالث ان تنخفض اسعار الاشتراك وكذلك الخدمات في الوقت الذي دخلت فيه شركات آسيوية وامريكية للاسواق. وقال بينت نوردستورم من شركة سي اي او للهواتف الجوالة ان دخول شركات جديدة على السوق سيؤدي الى خفض الاسعار. واضاف نورستورم ان بعض الشركات التي ستدخل الاسواق هي شركات خاصة لا تحمل مسؤولية تجاه المساهمين مما سيتيح لها حرية الحركة في الاسواق, والقدرة على المنافسة والتي ستضطر الشركات الكبرى الى خفض اسعارها. جدوى الانفاق ولكن هل تستحق الخدمات الجديدة ما ينفق عليها؟ للاجابة عن هذا السؤال قامت مجموعة من الباحثين من مؤسسة العمل البريطانية بدراسة مدى تأثير التكنولوجيا الحديثة كالهواتف الجوالة والاجهزة واسعة الذبذبات على الحياة اليومية للناس. وقاموا بقضاء فترة من الزمن مع اربع عائلات مختلفة للتعرف على كيفية تفاعل الناس العاديين مع هواتفهم الجوالة, ومدى استعدادهم للانفاق على خدماتها, واعدوا تقريرا بهذا الشأن. ويقول ماكس ناثان الذي شارك في اعداد هذا التقرير الخاص بالهواتف الجوالة في المملكة المتحدة: هناك اسطورة تقول ان التحدث لا يكلف, لكن الحقيقة ان الكثير من الناس يعتقدون ان تحدثهم هو شيء مكلف يجب ان يبقى تحت السيطرة, وتشير الابحاث الى ان صناعة الهواتف الجوالة يجب ان تتذكر مدى اهمية عامل التكلفة لدى الناس الذين يشترون الهواتف الجوالة. ويعتقد الباحث جيمس كاربتري ان تطوير الجيل الثالث من خدمات الهواتف الجوالة يجب ان يتم ببطء. ويضيف ان التطور الكبير المفاجئ للجيل الثالث غير مستحب الى درجة كبيرة. وقد كشفت الدراسة ايضا ان الاسر التي جرى عليها البحث قد وضعت لنفسها قواعد بخصوص الاوقات التي يكون من الضروري فيها استخدام الهواتف الجوالة, وكثيرا ما كانت الاموال التي يتم انفاقها على مكالمات الهواتف الجوالة احد مواضيع الخلافات الاسرية. وسيلة لترشيد الانفاق بل واعطيت الهواتف الجوالة للاطفال كطريقة لتعليمهم التحكم في انفاقهم, وقد لوحظ ايضا ان العائلات كانت تشترك في الهواتف الجوالة خصوصا لاستخدام الفترات المجانية للمكالمات. ويعلق نيل هالوواي, المدير لمايكروسوفت في المملكة المتحدة بقوله: تقرير الهواتف الجوالة في بريطانيا هو بحث واقعي للصناعة لتعرف ان الناس يغيرون حياتهم وفقا للتكنولوجيا الحديثة فقط عندما يشعرون بانها ضرورية وتساوي ما ينفق فيها. ويعتقد جون فليتشر كبير المستشارين في احدى شركات تحليل تكنولوجيا الاتصالات ان الخبرات المكتسبة من تاريخ خدمات الهواتف الجوالة ليست في صالح الجيل الثالث من الهواتف. ويقول ان خدمات الهواتف الجوالة قد اقحمت على المستهلكين مصحوبة بوعود تركت الناس في حالة من الشك والسخرية. وعلى الشركات ان تبذل مجهودا مضاعفا في اقناع الناس بانفاق المزيد من الاموال على خدمات كالرسائل المصورة ورسائل الفيديو. (لاحظ انه يتحدث عن بريطانيا العظمى وليس عن دولة نامية). من ناحيتها توقعت شركة ان تي تي دوكومو (اولى الشركات التي قامت بتطبيق تقنيات الجيل الثالث في اليابان) الا تتجاوز نسبة مستخدمي هواتف الجيل الثالث عشرة بالمائة من مستخدمي الهواتف الجوالة بعد ثلاثة اعوام من بدء الخدمة وتشير التوقعات الى ان انتشار الجيل الثالث من الهواتف الجوالة سيكون بطيئا, ولن تتجاوز ارباح شبكاته تلك التي تحققها شبكات الهواتف الجوالة التقليدية الا قبل عشرة اعوام على الاقل, من بدء الخدمة. وتنتشر اجهزة الجيل الثالث للمحمول حاليا ببطء وتستخدمها نسبة صغيرة من اصحاب الهواتف الجوالة في بريطانيا, ويستخدم اقل من ثلاثة بالمائة اجهزة الجيل الثالث بعد ان كانت نسبة المستخدمين واحدا بالمائة فقط, وقد استثمرت الشركات المشغلة للشبكات بشكل كبير في الجيل الثالث والذي يحتوي على صور فيديو والعاب على امل الحصول على اموال اضافية من كل مشترك الا ان دخول ذلك النوع من الهواتف الى الاسواق قد تعرض الى ضربات متكررة نظرا لما تمر به شركات تصنيع الهواتف من مشاكل مالية. تحالفات ومع مطلع العام الجديد اضطر العديد من شركات تصنيع الهواتف الجوالة العالمية التي لها فروع بمصر والمنطقة, من بينها ان تي تي دوكومو وفودافون, لتوقيع تحالف لانتاج الجيل القادم من شبكات الاتصالات الفائقة السرعة. ومن المتوقع ان تكون هذه التقنية اسرع من تقنية هواتف الجيل الثالث السائدة حاليا بعشر مرات. كما ستسعى الشركات الى انتاج هواتف واجهزة اخرى لعرض الافلام عالية الجودة. وسيعمل التحالف الذي يضم ايضا شركات سينجيولار, وسيمنز, وألكاتيل على تطوير التقنية التي اطلق عليها الجيل الثالث الفائق السرعة. وقالت شركة دوكومو ان المرحلة الاولى من المشروع سوف تنتهي بحلول عام 2007م الا ان تاريخ الاطلاق التجاري لم يعلن بعد, الا وفقا للتطوير المقترح سيتعين على الشركات التي استثمرت في التقنية الحالية من شبكات الجيل الثالث تطوير شبكاتها فقط دون الحاجة الى استبدالها. ويأتي هذا الاتفاق في الوقت الذي تعهد فيه قطاع انتاج الهواتف الجوالة بتقليل النفقات بعد ان واجهت المكاسب ضغوطا مع تزايد المنافسة. الاتحاد الدولي للاتصالات ولكن كيف يرى الاتحاد الدولي للاتصالات الجيل الثالث للجوال؟ في دراسة للاتحاد تبين ان هذه الثروة التكنولوجية هي نتيجة جهود كبيرة بذلها القطاع الصناعي في الدول المتقدمة على المستويين الفكري والهندسي بغية تحقيق قفزة نوعية تتخطى التفكك الذي طغى حتى اليوم على عالم الاتصالات اللاسلكية, وقد ادى هذا في النهاية الى صدور قرار هام بالاجماع على المواصفات التقنية الخاصة بانظمة الجيل الثالث (2000 IMT). ان هذا الاتفاق يعني انه من الممكن تحقيق التشغيل البيني بالكامل للانظمة المتنقلة لاول مرة في التاريخ, وبذلك سيكون بامكان مصنعي اجهزة الهواتف المتنقلة بناء وحدات اتصالات تعمل في اي مكان من العالم بمعزل عن الشبكة الخاصة او موجات الراديو التي يعتمدها المشغل الذي يوفر الخدمات المتنقلة في النطاق المحلي. وتؤكد دراسة الاتحاد الدولي انه من الضروري توفير حرية التنافس للقطاع الخاص في بيئة خالية من العوائق التي تحول دون نشر انظمة الجيل الثالث, كي يتمكن المستهلكون من الاستفادة من هذه المنافسة على الصعيد العالمي, وهذا هو ما ستتمكن انظمة (2000 IMT) من تحقيقه اذا ما التزمت جميع الاطراف المعنية بالمواصفات التي اتفق عليها بشأن هذه الانظمة. مميزات النظام ويتميز معيار تلك الانظمة بمرونته وامكانية تطوير تطبيقاته على اساس معيار وحيد ينطوي على خمسة اوجه ممكنة لبنية موجات الراديو, وهي زمن التردد وموجة حاملة وحيدة وتشفير زمني وموجات حاملة متعددة والانتشار المباشر, وتقوم هذه الاوجه على ثلاث تكنولوجيات هي الشبكات القائمة على بروتوكول انترنت (IP) والمعيار المطور (41-ANSI) والنظام المطور (GSM - MAP). التكيف مع الانظمة وقد رغب مشغلو هذه الانظمة عند دخولهم الى الاسواق المستقبلة لهذه التكنولوجيا الجديدة في ضرورة دعم شبكات تشغل مجموعة من الخدمات المختلفة, لتجنب مشكلات الفعالية والتكاليف, وبهدف تحقيق اداء عالي السرعة والنوعية للمشتركين الذين تزداد طلباتهم يوما بعد يوم, كما ساد اتفاق واسع على ان تكون اسعار انظمة (2000-IMT) في حدود معقولة تجذب كلا من المشغلين والمشتركين, وذلك عن طريق التكيف مع الانظمة الحالية وتصميم الانظمة الجديدة من وحدات قابلة للتوسع بسهولة, لاستيعاب تزايد المشتركين ومناطق التغطية وانماط الخدمة بما يجعلها مرنة للغاية, وتقوم على نظام يسمح بتشغيل بيني كامل مع تجوال عالمي. سوق جديدة كما ان انظمة (2000-IMT) تسمح للمشغلين بالانتقال من شبكاتهم الحالية الى شبكات الجيل الثالث المحسنة الاولية مع اتاحة الفرصة لاستعمال تخصيصات جديدة من الطيف الترددي او اعادة استعمال اجزاء الطيف المستعملة حاليا في انظمة الجيل الثاني عندما يقل استعمال هذه الانظمة, اي ان هذا التنوع في امكانيات التشغيل يمكن المشغلين من تشكيل سوق جديدة ومربحة مع الاحتفاظ بالارباح التي تدرها الخدمات القائمة والاستفادة بالكامل من استثمارات انظمة الجيل الثاني. ومن المتوقع ان تقدم انظمة الجيل الثالث من الاتصالات المتنقلة وفقا لدراسة الاتحاد حلولا فعالة لتقليص الثغرة في مجال الاتصالات بين الدول المتقدمة والنامية, وذلك لان الانظمة اللاسلكية قليلة التكلفة نسبيا فيما يتعلق بتركيبها وادارتها وصيانتها وسرعة انشائها وتؤمن النفاذ الى المناطق الوعرة جغرافيا. صناعة الجوال تدفع بعجلة تقنية الاتصال الى التسارع بحث دائم عن جديد التقنية