انتقد مدير الاستخبارات الهولندية فان هيلست الاحزاب الهولندية وفي مقدمتها الحكومة متهما إياها بعدم الاهتمام بما يرد في تقاريرها عن التطرف والارهاب الإسلامي المتغلغل في البلاد وقال: ان ادارته حذرت سابقا من تنامي انتشار التطرف الاسلامي لدى الشباب من أصل عربي الا أن الحكومة الهولندية لم تأخذ تحذيرات الجهاز محمل الجد. وكان جهاز الاستخبارات قد نال انتقادا لاذعا وشرسا من قبل البرلمان والاحزاب السياسية وعلى رأسه وزير الداخلية ريمكس الذي كاد هذا الوضع يطيح به من منصبه في مواجهة عنيفة مع البرلمان رفقة وزير العدل دونر لولى الذي تمسك حزبه بأنه سيبقى في منصبه،وقد اتهم بالتقصير في حماية السينمائي تيوفان خوخ من الاغتيال وعدم ادراج قاتله ضمن اللائحة السوداء التي تحتوي على 150 متطرفا اسلاميا تراقبهم الأجهزة الأمنية في هولندا علاوة على كونه معروفا لدى جهاز الاستخبارات من المتشددين الاسلاميين. ويأتي هذا التقرير الجديد لجهاز الاستخبارات الهولندي بعد أن اشتكى من نقص في الاطر والأموال لمواجهة التطرف وحماية الشخصيات السياسية المهددة بالقتل وزعم بأن التيارات الاسلامية المتشددة تهدف الى ايجاد دولة اسلامية في هولندا على المدى البعيد مما جعل سياسيين معارضين يستبعدون هذا المحور ويمنحونه تفسيرا آخر حيث يقولون ان جهاز الاستخبارات يبحث عن المسببات لتبرير مطالبته بأموال اضافية لمكافحة الارهاب حيث وافقت الحكومة على دعمه بمبلغ 135 مليون يورو . وكشف تقرير جهاز الاستخبارات بأن على الحكومة أن تمنع الاموال المتدفقة من الدول العربية والاسلامية لبناء المساجد والمؤسسات الدينية وذلك في اشارة الى ولاء هذه المساجد ومسيريها لجهات أجنبية حيث بدأت جهات سياسية هولندية تتهمها بنشر التطرف في هولندا وطالب بوقف نفوذها ونادى بإنشاء جهاز استخباراتي على الصعيد الاوروبي لتوحيد الجهود للقضاء على الارهاب ،وواجهته عدة دول اوروبية بالرفض. وعلى صعيد آخر أثار أحد البرلمانيين الهولنديين حفيظة الحكومة عندما شدد على ضرورة تحويل مبلغ 100 مليون يورو كانت مخصصة لاعادة اعمار اقليم دارفور بالسودان الى الدول المتضررة من الزلزال المدمر الذي ضرب شرق آسيا وخلف خرابا كبيرا وضحايا بمئات الالاف واعتبرت هذه المطالب غير مقنعة وردت على الفور على لسان وزيرة تنمية العمل المشترك والتعاون فان اندين بالرفض قائلة: لا يمكننا أن نتراجع عن تعهدات قطعناها والا فقدنا مصداقيتنا. ومن جهته طالب عضو حزب الشعب من أجل الحرية والديموقراطية زولت سابو بتحويل هذه الاموال الى ضحايا تسونامي بآسيا وقال:يجب تحويل هذه الاموال الى الذين يستحقونها.