تصاعدت حدة القلق في هولندا من عزم السعودية على اتخاذ إجراءات صارمة في تعاملاتها الاقتصادية مع أمستردام، وتقنين الصادرات الهولندية لأدنى مستوياتها، وذلك بسبب قيام نائب برلماني هولندي على ازدراء الدين الإسلامي وإهانة علم المملكة في أكثر من مناسبة. وعلى رغم تصاعد حدة القلق بين المسؤولين في هولندا، خشية اتخاذ السعودية لموقف اقتصادي وسياسي ضد هولندا، ما قد يعني مشاركة كثير من الدول الإسلامية في هذه الحملة إذا ما اتخذته المملكة، على رغم أن السعودية لم تتخذ أي موقف رسمي حتى الآن ولم يصدر عن أي من مسؤوليها السياسيين والاقتصاديين مثل هذا الأمر بشكل رسمي وعلني، وكانت جميع الأخبار التي تناقلتها وكالات الأنباء بمثابة نقل من الصحافة الهولندية، أبدى الهولنديون قلقاً بالغاً من حرمان الشركات الهولندية من الاستثمار في السعودية، إذ تبحث مئات الشركات الهولندية ومنذ أعوام عدة أية فرص سانحة للاستثمار في السوق السعودية، ما يشكل إزعاجاً أكبر للحكومة الهولندية، إذ تعوّل كثيراً على دخول الشركات الهولندية لأسواق الخليج والمنطقة عبر السعودية، ويعتبر أمراً مهماً بالنسبة إليها. ونقلت صحيفة «دوتش.نيوز» الهولندية المتحدثة باللغة الإنكليزية تصريحات عن وزير الخارجية الهولندي فرانس تايمرمانز، قال فيها إنه سيزور المملكة قريباً لتلطيف الأجواء بعدما قام به النائب البرلماني خيرت فيلدرز من إهانات متكررة للدين الإسلامي، وتعليقه على باب مكتبه في البرلمان الهولندي ملصقات تزدري الدين الإسلامي وتصفه بالإرهاب، وبعبارات مسيئة للإسلام وللرسول الكريم صلى الله عليه وسلم، وحملت معها إهانات بالغة لعلم السعودية، وما زال البرلماني الهولندي مصراً على استمراره في حملته وعدم الاعتذار والتوقف. وقال تايمرمانز إن هولندا تبرّأت من هذه الأفعال فور صدورها من البرلماني في كانون الأول (ديسمبر) الماضي، وقال منتقداً عمل البرلماني فيلدزر: «إهانة الأديان ليست طريقة ناجحة لمكافحة التطرف، وحكومتنا تنأى بنفسها عن ذلك، وفي السعودية يعلمون الآن حقيقة موقف الحكومة الهولندية، ولكن في ما يظهر لنا أن الحكومة السعودية ما زالت غاضبة». وأكدت وزارة الخارجية الهولندية (السبت) الماضي - بحسب الصحافة الهولندية - أن هناك دلائل على أن السعودية كانت تخطط لاتخاذ خطوات ضد هولندا، ويمكن أن تشمل حرمان الشركات الهولندية من المشاركة في المشاريع المحلية، وتغيير متطلبات الحصول على التأشيرة، وفقاً لتقرير وسائل الإعلام المحلية الهولندية. وقال رئيس الوزراء الهولندي مارك روتا إن حملة «الملصقات» التي بدأها فيلدرز تهدد وظائف هولندية كثيرة ومصالح اقتصادية متعددة، مضيفاً: «حرية التعبير تحظى بمساحة واسعة في هولندا، وهو أمر جيد، ولكن فيلدرز أسرف في استخدام هذا الأمر». ووفقاً لمكتب الإحصاءات الوطني الهولندي، فإن أهم الصادرات الهولندية للسعودية تشمل الفاكهة والخضراوات ومنتجات الألبان ومعدات وأجهزة الاتصالات بقيمة تتجاوز 2.2 بليون يورو، فيما بلغت قيمة الواردات السعودية 3.8 بليون يورو، 9 في المئة منها عبارة عن نفط خام. كما تسعى العديد من الشركات الهولندية للظفر بعقود إنشاء محطات غاز وكهرباء، والمشاريع البتروكيماوية وإنتاج الطاقة والمياه، وكذلك تسويق المعدات الهولندية في السوق السعودية.