(ستبقى المرأة ركيزة في المجتمع لا يتجاهلها إلا مغال أو مقصر وأدوارها لا تنحصر في صناديق الانتخاب فقط، وإن كان ذلك حق لها، متى ما توفرت الظروف وتهيأت الأجواء لذلك. أدوار أخرى تقدمها الأم والأخت والزوجة في الحملة الانتخابية تساند فيها وتقدم أعظم جهد ومشاركة). أيتها الأم أيتها الأخت أيتها الزوجة وأيتها البنت لعلك تعلمين كما كل الرجال أن الأوان قد آن للتسجيل في سجل الناخبين، وأن حديث الانتخابات هو فاكهة المجالس، وان الأسماء المرشحة إلى الانتخاب ستعلو بعد حين. لكني أشعرك غائبة لا تشاركين، ومنكفئة لا تكترثين، وغريبة في البلد الذي تسكنين، لعلك أثقلت بذكورة المجتمع، وهيمنة رجاله على الأمور، أو لعلك يئست إذ لم يدافع الأب والأخ والزوج عنك، أو لعلك أحبطت وألفت أن تكون آراؤك منبوذة مهملة بدءا من منزلك الذي تخدمينه وانتهاء بمجتمعك الذي تبذلين له وتعطينه. إنني معك في كل ذلك، وما تعانينه أكثر من هذا بكثير، ولكن أرجوك وأصر عليك أن تنتخبي. الانتخابات ليست التسجيل في سجل الناخبين، ولا الإدلاء بالرأي في صناديق الاقتراع، فهذان الأمران هما البداية والنهاية، وعليك أن لا تغفلي ما بينهما وهو المهم في العملية الانتخابية، فالانتخابات ثقافة وسلوك ومشاركة، لذلك ادعوك أن تمارسي دورك فيما هو متاح لك وهو لب العملية الانتخابية، وأشفق عليك من استجابة ساذجة، أو غفلة قاتلة تستحوذ على تفكيرك فتقنعين نفسك أن لا حراك لك ولا دور في مسألة الانتخابات، وحينها ستعينين على نفسك، وستختارين زاوية الأنوثة السلبية التي أرادها الآخرون قبرا لإمكاناتك. لك أيتها الملاك أدوار مهمة في شأن الانتخابات عليك أن لا تهمليها وتستهيني بها، بل مارسيها بثقة وإصرار * انتخبي مرشحك، فالأمر متاح لك أن تصنعي التأييد المناسب للمرشح الذي ترين، وأن تدفعي أولادك وزوجك وإخوانك وأقاربك لتبني هذا المرشح أو ذاك، اعرضي رأيك تجاهه وحاوري ذويك في وجهة نظرك، وابتغي التبشير بها،فالحوار والنقاش وتباين الآراء يحضّر ذهنية المحيط من حولك ليعي لماذا ينتخب؟ وكيف ينتخب؟ ومن ينتخب؟. فأصوات الناس لا تتجه لهذا المرشح أو ذاك إلا بإرادتهم، وهذه الإرادة تارة تكون إمعية تابعة، وأخرى فارغة دون محتوى وهدف، وثالثة تكون عن وعي ودراية وفهم، فساعدي أن يكون المنتخب هادفا واعيا مقدرا لصوته ومحترما لرأيه، فإن من وجه ناخبا فقد انتخب . * اعرضي على الملأ برنامجك الانتخابي الذي تنوين لو أتيحت لك الفرصة أن تقدميه للمجتمع، واجعليه محلا للاستفادة، فالكثير من المرشحين لأنفسهم من الرجال ليسوا في غنى عن برنامجك وطرحك، وهم الآن يتحركون في مختلف المحافل معلنين حاجتهم للعون والمساعدة في إنضاج برامجهم الانتخابية المنافسة، وسيستفيدون منه سواء أعلنوا ذلك لأنهم أحرار، أم لم يعلنوه تستراً ومراعاة للأعراف والتقاليد. اجعلي برنامجك هو الدليل الواضح والصارخ على أنك أهل لهذا الموقع والمحل، فبالحراك والمساهمة والعطاء تعرفين وتقدرين . أتمنى على السيدات الكريمات اللاتي أبدين رغبتهن في الترشح للمجالس البلدية أن يبادرن بالفعل إلى إظهار برامجهن إلى العلن وإشهارها على الملأ، ليؤمن بهن من آمن عن بينة، ويرفضهن من يرفض عن بينة. ساعدي الرجال من خلال برنامجك المقدم مجانا ليتعرفوا على ما تريده حواء، وما تعتقد أنها بحاجة إليه مما لا يعرفه غيرها، فأختك حواء تستحق أن لا تغفليها كما غفل عنها أبناء آدم. * لتظهر كتاباتك، ولتنوري الساحة بأفكارك في نقد أو تأييد البرامج الانتخابية التي سيعرضها المرشحون، فلربما تكون لك من اللمسات واللفتات ما لم يتحصل للرجال ، لأنك النصف الآخر من مجتمع لا ينظر إلى الآن إلا بنصفه، وبعين واحدة، وأملي أن تزداد الأمور وضوحا إذا هجرت عينه الأخرى الإطباق وتجرأت على كشف الأشياء وإنارتها، إن اصطفافك أو إعراضك عن برنامج ما سيكون له الأثر البالغ في توجيه الرأي الاجتماعي. * لا تقبلي أن تزعلي وتنزوي، ولا تقبلي أن تحبطي فتيأسي، واختاري لنفسك ما أنت أهله من العطاء والمشاركة بما تسمح به الظروف وتقبله الأوضاع، على أن لا يكون ذلك غاية رضاك ومناك، بل لكي تنطلقي لنيل كامل حقك ومقامك. -انتخبي الايجابية في حياتك فأنت في أعيننا سامية ثمينة، وشقيقة شريكة، لا نستطيع الإقلاع دونك إلا إلى الوراء، واعلمي انه مجرد وقت وستكونين معنا، فأنوثتك ستزيدك إنسانية في نظر الجميع، وايجابيتك ستؤثر في الصخور وتحفرها، لتؤكد أنك نصف محب ومهم لا يمكن اغفاله وتناسيه. إن المسؤوليات التي تحملها المرأة، والنجاحات التي تحققها، والمواقع التي تتواجد فيها على امتداد هذا العالم، تناديك يا إنسانة الوطن، وتخطئ التصورات القديمة التي رسمت صورتك مقرونة بالضعف وفجاجة الرأي، فتحركي أنت أولاً ليتحرك الآخرون معك، وتطلعي للمستقبل القريب وسرّعي عجلة الوصول إليه، وتحولي إلى مدكر ومحفز يدفع الكتاب والمثقفين وأصحاب الرأي والمكانة ليرفعوا لافتة المرأة ومشاركتها في الدورات الانتخابية القادمة. إنني اعتقد أن صاحب القرار يراقب ويتابع عن كثب، وهو ينتظر اللحظة التي ينضج فيها الرأي المحلي وعلى كل الأصعدة، وتعج الأصوات بوتيرة عالية ومتصاعدة ليسهل عليه تجاوز العوائق والحواجز المصطنعة التي تقف مانعا من دخولك إلى الميدان الاجتماعي العام، وحينها سيفتح الباب على مصراعيه، وضمن ضابطة الدين والقيم ليشاركنا نصفنا الآخر نشاطنا وفاعليتنا لخير البلد وأهله. فنافحي وكافحي لأن تكوني فلا خيار لك غير ذلك، لأن خيار ألا تكوني هو خيار الموتى الذي لا ترضينه لإنسانيتك وأنت في الأحياء.