الشباب عدة الأمة، وبناة نهضتها ومجدها، وهو الثروة الثمينة، لذا فهم بحاجة إلى التوجيه والرعاية والحفظ من تيارات الأفكار المسمومة التي تعمل على انحرافهم، وجعلهم أداة طيعة في أيدي المفسدين والمخربين. فأهل الباطل يزينون أعمالهم، ويمهدون لاتباعهم.. حتى يباعدوا بينهم وبين دينهم. إن الاهتمام بتحصين عقول الشباب ضد الفكر المنحرف يعيننا على تجاوز العقبات التي تعترض طريقهم فهم بدورهم استعدوا لتحمل المسؤولية تجاه حياتهم وتجاه وطنهم. لكن التيارات الفكرية الموجهة نحوهم متعددة الأغراض والمقاصد لإبعادهم عن الوسطية والاعتدال التي ربانا عليها الدين الإسلامي الحنيف، وهذه التيارات المعادية لديننا، ولشبابنا تدعو إلى الوقوع في الجريمة، والتفسخ الخلقي، وهدم روح الإيمان والمعرفة الصحيحة. لذلك سأذكر هنا بعض القواعد الأساسية التي يجب العناية بها لتحصين الشباب عن الانزلاق في المهاوي بدلاً من التعلق بالمعالي من الأخلاق والأعمال والأمور.. أهمها: * القاعدة الأولى: مسؤولية (البيت- والأسرة) وقد وضع قاعدتها المربي والمعلم الأول نبينا محمد صلى الله عليه وسلم حين قال: "كلكم راع وكلكم مسؤول عن رعيته". وقال:" كل مولود يولد على الفطرة، فأبواه يهودانه، أو ينصرانه، أو يمجسانه". فهذه ركيزة تدعو إلى العناية بالحفاظ على صحة الأبناء، وتعليمهم، وحسن رعايتهم. * القاعدة الثانية: دور التعليم والتدريب للشباب من قبل معلميهم، وهذا رصيد قوي في حياة الشباب لرعايتهم، والمحافظة على سلامة تصرفاتهم. حيث المعلم ينمي المعرفة، وهذا بدوره يحمي عقول الشباب في مرحلة من مراحل حياتهم. * القاعدة الثالثة: دور التعليم الجامعي في حصانة الشباب مع حسن توجيههم نحو الأخذ (بالقرآن، والسنة) ونبينا عليه أفضل الصلاة والسلام أرسى قاعدة قوية ومتينة حين قال: " تركت فيكم أمرين لن تضلوا ما تمسكتم بهما: كتاب الله، وسنتي" والتمسك بالكتاب والسنة يسد المنافذ التي يريد أعداء الأمة الولوج منها إلى أفكار الشباب وعقولهم.. وهنا يأتي دور الجامعات في حث الشباب على التمعن في نصوص الكتاب الكريم وفهمها الفهم الصحيح، والأخذ من هدي الرسول الكريم محمد صلى الله عليه وسلم.. ومن خلال هذه القواعد لابد من: تقديم القدوة الصالحة بين يدي الشباب. توضيح ما يطرح أمامهم من أفكار ومناقشتها. لاستبعاد الفكر الدخيل، والمحافظة على الأصالة. معرفة الشباب لمكانة أهل العلم والفكر الصحيح والأخذ عنهم. قال تعالى: "فاسألوا أهل الذكر إن كنتم لا تعلمون". توجيه الشباب لتمكين العلاقة بربهم سبحانه، فيعتمدون عليه وحده ويتوكلون عليه وحده. ويحرصون على ما يرضيه عز وجل. وضع سيرة السلف بين يدي الشباب، لتكون المنهل الصافي العذب الذي ينهلون منه، ويتربون عليه.. وهذه الأمور تحتاج إلى التعاون وتضافر الجهود منا جميعاً لنحقق ما نصبو إليه. مدير عام فرع وزارة الشؤون الإسلامية والأوقاف والدعوة والإرشاد بالمنطقة الشرقية ( سابقاً)