أكد عدد من المشايخ والتربويين أن للمسجد دورا كبيرا في تحصين عقول الناشئة والشباب وحمايتهم من الانجرار وراء دعوات أصحاب الفكر السقيم، الذين يجدون ضالتهم في بعض الشباب من غير الناضجين فكريا ويشحنون عقولهم بترهاتهم وأفكارهم المريضة. واضافوا أن على خطباء وأئمة المساجد دورا هاما في تفعيل آليات حماية الشباب وتنويرهم بالعقيدة الوسطية الخالية من الشوائب حتى لا يصبحوا أداة جوفاء في أيدي المحرضين من أصحاب الفكر المنحرف. وفي هذا السياق أوضح الشيخ فهد بن حسن السويح رئيس هيئة الأمر بالمعروف بمنطقة تبوك أن المساجد تلعب دورا كبيرا في تحصين عقول الشباب من الأفكار المتطرفة. وعلى الإمام والخطيب أن يفطنا للشباب الصالحين وأن يأخذوهم إلى رياض العلم ورياض الجماعة ورياض الهدي والخير والصلاح. وأضاف بقوله «من الواجب على إمام المسجد والخطيب أن يتفطنا لمن لديهم أفكار متطرفة، وإذا تفطن الإمام لهم وجب عليه أن يعمل لهم البرنامج الكافي ويناقشهم وينبه آباءهم وذويهم أو أهل العلم من الدعاة في منطقته حتى لا يخرجوا من إطار الجماعة، فرسالتنا أن نجعل الخلق يحبون ربهم جل وعلا ويطيعونه ويخلصون الدين له ثم أن يطيعوا رسوله صلى الله عليه وسلم ثم أن يلتزموا بجماعة المسلمين وأن يكونوا معهم في السراء والضراء بهذا يكون التأثير وتكون القوة». من جهته أوضح محمد بن قاسم الفاضلي رئيس قسم التربية الإسلامية بتعليم تبوك أن المسجد له دور كبير في حماية شبابنا من الأفكار الهدامة والمتطرفة، لهذا واجب علينا على مستوى الأئمة والدعاة والوعاظ أن نحيي رسالة المسجد في تحصين الشباب من التكفير والضلال وهذه رسالة نريد أن ننطلق بها انطلاقا كبيرا وإذا قمنا بها فإن منزلتنا بإذنه تعالى عالية عند الله، ولهذا نرى أن المساجد يجب أن تنهض بواجبها في رد الفتن ما ظهر منها وما بطن وأن لا تكون ميدانا للمجاملة ولا ميدانا للسكوت عن المنحرفين، فإن الانحراف كما أنه يكون في البعد عن تعاليم الدين في الشهوات وفي الكبائر والمنكرات كذلك يكون في الغلو والزيادة عما أمر الله جل وعلا به. ويؤكد الشيخ سعود العنزي إمام وخطيب جامع الملك فهد بتبوك على أهمية رسالة المسجد في احتضان الطلاب في بيوت الله لتعلم القرآن والسنة والعلوم الأخرى ومكارم الأخلاق وتحصينهم من الانجرار وراء الأفكار الخاطئة التي لا تمت للإسلام بصلة ولا تخدم مصالح المجتمع ولا أمنه ولا استقراره، داعيا أولياء الأمور والمعلمين والمربين إلى الاهتمام بتربية النشء التربية الصالحة ومتابعتهم المستمرة وتغذيتهم بثقافة الوسطية والاعتدال بعيدا عن الغلو والتطرف وتشجيعهم وتنمية مهاراتهم ومواهبهم، مبينا أهمية دور المسجد في التربية والتخلق بالخلق الحسن اقتداء بالرسول الكريم صلى الله عليه وسلم واتباع التعاليم الإسلامية الداعية إلى الوسطية وبث أواصر المحبة والسلام والألفة بين أفراد المجتمع. مشيرا إلى ما يتعرض له الشباب اليوم من إغواء من جهات لا تريد الصلاح ولا التطور للوطن، مؤكدا أهمية تحصين الشباب وتحمل كل الجهات في المجتمع مسؤولياتها كاملة.