تسود أجواء مفعمة بالأمل والتفاؤل منذ منتصف الليل في مدينة الملك عبدالعزيز الطبية بالحرس الوطني بالرياض حيث انتهت عملية فصل التوأمتين السياميتين البولنديتين (داريا) و(ألغا) البالغتين من العمر 15 شهرا، على أيدي خبراء سعوديين، بعد أن سادت روح المسؤولية والعمل الجماعي المشوب بالقلق الايجابي لتحقيق إنجاز طبي جديد في ربوع الوطن المعطاء. مؤتمر مفتوح فقد فرغ الفريق الطبي الجراحي التمريضي الفني (50 عضوا) من 8 مراحل من مجموع 10 بدأوها في الصباح الباكر ليوم أمس بمرحلة التخدير واستمروا في العمل طوال 15 ساعة منكبين بأداء دقيق من أجل تحقيق عملية المملكة الانسانية، على نفقة صاحب السمو الملكي الأمير عبدالله بن عبدالعزيز ولي العهد نائب رئيس مجلس الوزراء رئيس الحرس الوطني. وأعلن المدير العام التنفيذي للشئون الصحية بالحرس الوطني استشاري جراحة الاطفال رئيس فريق العمل الدكتور عبدالله الربيعة في مؤتمر الحرس الوطني الصحفي المفتوح لهذه العملية انها تسير ولله الحمد بحسب المخطط لها مع الانتهاء من المراحل السادسة والسابعة والثامنة في المساء. عمليات ما بعد الفصل وأوضح أن الأطباء قبل منتصف الليل حيث انتهت عملية الفصل، عكفوا على اقفال الفجوة في قناة الحبل الشوكي واعادة الامعاء وعمل خزع للقولون واحداث فتحة للشرج وإقفال الجلد والعضلات ومن ثم تغطية الجراح ونقل الاطفال لوحدة العناية المركزة للاطفال، مشيرا الى أن ذلك من المفترض أن يتم قبل بزوغ فجر اليوم الثلاثاء. وأوضح أنه خلال فصل قناة الحبل الشوكي للتوأمتين وجد أن هناك تداخلا في الاعصاب بينهما مما أدى الى تأخير فصل هذه القناة كما وجدت بعض الصعوبات في فصل الجهاز التناسلي والجهاز الهضمي ولكن تمت عملية فصلهما ولله الحمد بنجاح، مشيرا في إفادة سابقة الى أن قلبهما المقلوب لم يشكل أي خطر على سير العملية لأن القلب سليم وأن حياتهما بإذن الله ستكون طبيعية. رعاية سامية وتتم عملية فصل التوأمتين البولنديتين تلبية لتوجيه صاحب السمو الملكي الامير عبدالله بن عبدالعزيز وعلى نفقة سموه الخاصة. حيث قال د. الربيعة: إنه تلقى اتصالا من صاحب السمو الملكي الفريق اول ركن متعب بن عبدالله بن عبدالعزيز نائب رئيس الحرس الوطني المساعد للشؤون العسكرية نقل خلالها سموه تحيات وتمنيات سمو ولي العهد الأمين وصاحب السمو الملكي الامير بدر بن عبدالعزيز نائب رئيس الحرس الوطني بالتوفيق والنجاح للفريق الطبي القائم على العملية. العمليات وفق المخطط من جهته أوضح استشاري جراحة المخ والأعصاب الدكتور أحمد الفريان ان عملية فصل داريا وألغا كانت تسير عصر أمس حسب ما خطط لها وانه تم تحديد موقع تغذية العصب الذي يخرج من الحبل الشوكي. متمنيا ان تكلل العملية بالنجاح. وشرح أخصائي المسالك البولية للاطفال الدكتور احمد الشمري واخصائيو جراحة التجميل الدكتور مناف الغزاوي والدكتور عبدالله الثنيان الخطوات التي بدأت فيها المرحلة الرابعة حيث اوضحوا ان التوأم يتصلان في المستقيم وفتحة الشرج وسيتم فصلها الى فتحتين، مشيرين الى ان هناك اتصالا دمويا شريانيا لدى الطفلتين عند المنطقة الامامية للبطن. وبين د. الغزاوي ان مهمتهم بنواحي التجميل تكمن في الوصول الى طريقة لترميم الفراغ الناتج من عملية الفصل وايجاد الحلول الملائمة لإغلاق هذه الفراغات بأفضل طريقة تضمن سلامة التوأم ان شاء الله. حركة التوأمتين قابلة للعلاج وعن وجود التشوهات لدى التوأم بعد العملية اكد الدكتور عبدالله الثنيان ان التوأم لا يملكان جهازا حركيا طبيعيا 100 بالمئة بل هناك تشوهات ستنجم بعد العملية ويمكن معالجتها فيما بعد بحول الله عن طريق الجراحة والعلاج الطبيعي. واشار د. الشمري الى انه عند الوصول لمنطقة الشرايين اصبحت العملية بطيئة (عندما كانت في مرحلتها الرابعة) حتى يتم التعرف على الشرايين. بقيت مرحلتان وشملت المرحلة الأولى عملية التخدير الكامل وبينما شملت المرحلتان الثانية والثالثة التعقيم وفتح العملية أمست المرحلة الرابعة بفصل الامعاء والجهاز البولي والتناسلي. وبحلول منتصف الليل أصبح الأطباء والصحفيون يشيرون الى حالة داريا وألغا في صيغة الماضي ليقولوا: (كانت) داريا وألغا تشتركان في الامعاء والجهازين البولي والتناسلي والعمود الفقري وعظم الحوض العجزي وقناة الحبل الشوكي السفلي و(كانتا) تتداخلان أيضا في الاعصاب المغذية للاطراف السفلية وعضلات الحوض. وللجزم بالحالة الطبية والصحية النهائية لداريا وألغا يجب إنهاء مرحلتين أخيرتين. الحرس الوطني نظم مؤتمرا صحفيا مفتوحا لتوضيح تفاصيل العمل أيادي الجراحين في المرحلة العميقة