لم أكن أتمنى سماع أو قراءة ما تم تقاذفه وتبادله من كرات الاتهام ونشر الغسيل بين المدرب العراقي صاحب التاريخ والأمجاد والبطولات الخليجية الثلاث عمو بابا وبين شقيقه الأصغر المتوج آسيويا والناجح أولمبيا عدنان حمد وعندما يصل الأمر بشيخ المدربين العراقيين عمو بابا لتقييم زميله عدنان حمد بأنه لا يملك من الخبرة التدريبية ربع ما يمتلكه هو وآخرون من أقرانه. وبأنه ناكر للجميل ومصاب بالغرور، كان لابد لعدنان حمد ان يرد عليه بالقول إن عمو بابا لا يحب النجاح للآخرين وهي صفة سلبية يؤكدها تاريخه ويعرفها عنه كل الناس. كل هذا غيض من فيض مما تم تبادله في أقوال واتهامات بين الطرفين وجدت طريقها الفوري الى مانشيتات معظم الصحف الخليجية والعربية في أعقاب المباراة الأخيرة للمنتخب العراقي التي لم يستطع خلالها ولا قبلها تحقيق أي انتصار يؤهله للانتقال الى الدور نصف النهائي لبطولة خليجي 17 ، ان ما تعانيه كرة القدم العراقية هذه الأيام وقبلها بشهور عديدة من مصاعب التدريب والاعداد، ومن هدم لكل البنية التحتية للعبتهم الشعبية الاولى من ملاعب ومنشآت، ومن فقدان كلي للراحة النفسية للاعبين والمدربين واتحاد اللعبة على حد سواء بسبب فقدان الأمن ليس في الملاعب وحدها بل وحتى داخل المكاتب والمنازل، الأمر الذي توقفت على اثره مباريات الدوري العراقي مما فرض آثاره السلبية على مستوى اللعبة حاضرا ومما قد يؤثر عليها مستقبلا فكرة القدم العراقية لديها ما يكفيها من مشاكل ومصاعب وهموم تسعى قيادة اللعبة المنتخبة حديثا والتي تضم نخبة من خبراء اللعبة لديهم الى تجاوزها بكثير من العمل والجهد وبمساندة قارية ودولية، وهي ليست بحاجة الى مثل هذه المهاترات وفصول تصفية الحسابات بين هذا المدرب أو ذاك وفي استغلال أي خسارة ممكنة للمنتخب العراقي من أجل تبادل التهم والإساءة لسمعة اللعبة في بلد عربي قدم الكثير لكرة القدم العربية بشكل خاص وبعد.. فالأساليب المتشنجة وتبادل التهم لا يمكن ان تنفع في معالجة اسباب ما حصل للمنتخب العراقي في خليجي 17 لأن ذلك لن يؤدي إلا إلى مزيد من الأخطاء والقرارات المتسرعة بالاضافة للإساءة لكرة القدم العراقية التي كانت ومازالت تملك قدرة انتاج المواهب الكروية الفذة ماضيا وحاضرا ومستقبلا.