لمطابع (اليوم) حكاية طويلة بدأت مع بداية المؤسسة ففي ثالث اجتماع لمجلس الإدارة برئاسة الشيخ عبدالعزيز التركي الذي يعد أول رئيس مجلس إدارة تم تعيينه بالإجماع وبحضور عدد من المؤسسين أعضاء مجلس الإدارة وحضور مساعده الأستاذ فهمي البصراوي وحضور أول مسؤول للتحرير الشهيد ماجد أبو شرار، في ذلك الاجتماع ركز رئيس مجلس الإدارة بعد استعراض ميزانية الدار في ذلك الوقت وأوضاعها المالية على الشأن الطباعي بها، وكان اهتمامه وبقية الحاضرين منصبا على أهمية تأمين مطبعة للدار حتى وإن كانت مستعملة، وقد استقر القرار على شراء مطبعة مستعملة وبالتقسيط من إحدى المطابع الكبرى بالمملكة، وكانت هذه خطوة أولية لطباعة الجريدة في تلك المطبعة البدائية المتواضعة.. ويذكر أن الشيخ التركي صمم على شراء تلك المطبعة بأقصى سرعة للتخلص من طباعة الجريدة بمطابع الخط وكانت تكلف الدار كثيراً لا سيما أن الدار وقتذاك مع قلة الإيرادات من الإعلانات والاشتراكات والتوزيع لم تتمكن من دفع تكاليف الطباعة لمدة سنتين متعاقبتين، مما اضطر مجلس الإدارة لتأمين طباعة الجريدة بأي شكل للتخلص من تلك الديون المتراكمة، ويذكر أن الشيخ التركي قال بالحرف: (لابد من تأمين مطبعة حتى لو أدى الأمر لاقتراض بنكي) وبالفعل اقترضت الدار مائتي ألف ريال وقتذاك من أحد البنوك الوطنية تحت كفالة رئيس مجلس الإدارة وتأمين شراء المطبعة المستعملة، وقد قال الشهيد ماجد أبو شرار أول رئيس تحرير للمطبوعة بالحرف الواحد: (لقد تم تأمين المطبعة.. لقد انتصرنا على مشاكلنا). ويدل ذلك على تصميم الدار منذ ذلك الوقت على الاعتماد الذاتي في طباعة مطبوعتها (اليوم).. وقد تطور الأمر بعد ذلك بطبيعة الحال بتأمين مطابع حديثة كبرى ولكن الطموح لم يتوقف.. وها هو يصل إلى ذروته بتدشين هذه المطابع الحديثة بعد أن دشنت الدار قبل فترة قصيرة مبناها الجديد الذي يعد معلما من أهم المعالم الحضارية بالمنطقة الشرقية. ونصحبكم أعزاءنا الى هذا الصرح في جولة هي امتداد لحكايتنا عن مطابع (اليوم) ولنبدأ من المدخل الرئيسي: استمرت دراسة المشروع حوالي 18 شهرا بفريقي عمل يعملان بشكل متواز، تولى الاول دراسة شراء مكائن الطباعة بملحقاتها، والآخر دراسة تنفيذ المبنى والتعاقد على إنشائه لارتباط المشروعين ببعضهما. وقد تكلف المشروع كاملا ما يزيد على (80) مليون ريال، عمل في تنفيذه أربعة مكاتب استشارية وحوالي 10 مقاولين وموردين رئيسيين، واستمر العمل في إنشائه حوالي 20 شهرا. ونحن نتوجه الى الدور الاول عبر السلم الرئيسي لدخول صالة الطباعة ونعرفكم بأنه تم التعاقد مع شركة KBA الألمانية بقيمة تجاوزت ال 50 مليون ريال، (وهي تعتبر أقدم وأعرق شركة منتجه لماكينات الطباعة، وهي مشهورة بدقة إنتاجية أجهزتها، وللمعلومية فإن 90% من العملات الورقية المتداولة في العالم تطبع بواسطة المكائن التي أنتجتها هذه الشركة). تعاقدنا على توريد ماكينة الطباعة العملاقة وهي تتألف بشكل رئيسي من 8 أبراج طباعة، وتنتج جريدة مكونة من 48 صفحة، كما ان الصفحات الملونة تصل ل 20 صفحة، وصفحتي الجريدة الأولى والأخيرة تطبعان على ورق لماع، وطاقتها الانتاجية 50 ألف نسخة في الساعة الواحدة. من صالة الطباعة الى غرفة التحكم يتم التحكم بجميع اعمال مكائن الطباعة عن طريق هذه الغرفة وبطريقة آلية سهلة وسلسة، بالطبع عدا تركيب الورق والبليتات، بعكس الماكينة السابقة التي تتم جميع الأعمال عليها بشكل يدوي، ومنها ضبط تدفق الحبر، مطابقة الألوان، سرعة الطباعة، الإيقاف والتشغيل، التبديل بين الصفحات وغيرها. تصوير البليتات (CTP) قام بتوريد هذه التجهيزات شركة أكفا (شركة بلجيكية) ، وهي الشركة الاولى والرائدة على مستوى العالم في انتاج مثل هذه الاجهزة، وقد بلغ اجمالي قيمة العقد أكثر من 3 ملايين ريال. في هذه الغرفة يتم استقبال الصفحات إلكترونيا على الشاشة بعد انجازها تحريريا في المبنى الرئيسي وترسل بعد فحصها لآلة طباعة البليتات التي تنتج بليتات مجهزة ليتم تركيبها مباشرة على مكائن الطباعة في أقل من خمس دقائق للبليت الواحد، بعكس الإجراء السابق، اذ كان يستغرق انتاج البليت الواحد مدة تزيد على نصف ساعة ويمر بعدة مراحل (تصوير الأفلام، تحميضها، تصوير البليت، تظهيره، تطعيج وتخريم البليت) ويقوم بهذه العملية فريق عمل يتألف من حوالي 10 فنيين. أما البليتات المستخدمة فيتم التخلص منها بطريقة مأمونة بتسليمها لمصانع إعادة التدوير. ووصولا الى الدور الأرضي (صالة تركيب رولات الورق) نرى أن تركيب الورق على الماكينة يتم بطريقة سهلة آلية ومأمونة، كما ان كل (ستاند) مرتبط بوحدة أو برج طباعي ويحمل رولين في آن واحد، ويتم التبديل بينهما بطريقة آلية بالسرعة التي تدور بها الماكينة، دون اللجوء لإيقافها وتعطيل الطباعة، علما بأن سرعة انطلاق الورق تقدر بحوالي 30 كلم في الساعة. التوجه لصالة استلام النسخ (التوزيع) عبر الباب المشترك قامت بتوريد هذه التجهيزات شركة فيراج بكلفة تجاوزت المليونين، وهي شركة سويسرية وتعتبر الأولى على مستوى العالم في إنتاج أجهزة التوزيع. يمر العمل في هذه الغرفة بعدة مراحل هي: * التخلص من النسخ التالفة: وهي تتم بشكل آلي. * عملية الرص والتجميع: وهي تتم في هذه الوحدة آليا ايضا. * التربيط والتسليم: تقوم هذه الآلة بتربيط كل رزمة على حدة، وخاصية التربيط اختيارية. * كما أن هذه الغرفة ايضا مهيأة لإضافة آلات أخرى تعطي خيارات أوسع منها إدخال الملاحق والبروشورات الدعائية بشكل آلي وسط الجريدة، وقد تصل لطباعة اسم وعنوان المشترك على نسخته.