اعتبر قائد القوات الدولية التي تقودها الولاياتالمتحدة (إيساف) الجنرال بارنو الذي يتولى قيادة القوات منذ 15 شهرا العام المنصرم أنه عام تحقق فيه عدد من النجاحات على عدة محاور في إطار التقدم لمكافحة الإرهاب وهذا في حين أن مطلوبين من القاعدة وطالبان ما زالوا طلقاء رغم تكثيف محاولات اعتقالهم هنا وهناك ولم تتمكن القوات الدولية والأفغانية من اعتقالهم مشيرا إلى التغيرات والتطورات التي حظيت بها قيادته حيث إن القوات الدولية تتكاتف مع القوات الأفغانية جنبا إلى جنب وتقوم بالعمليات المشتركة لمكافحة الإرهاب بالإضافة إلى أنها تشارك في إعمار أفغانستان وتعزيز الحياة المدنية. وقال بارنو: كان اهتمامنا يتمحور حول ملاحقة الإرهابيين في المغارات والكهوف والوديان في المنطقة مع غرة إعلان الحرب على الإرهاب في أفغانستان لكن ذلك الزمن قد ولى فقد قمنا بتغييرات خلال العام المنصرم ووسعنا دائرة عملياتنا أكثر من ذي قبل، ونتطلع الآن إلى توسيعها أكثر، ونشارك في مد سيطرة الحكومة المركزية إلى خارج العاصمة كابول فقد وظفنا 19 فرقة من قوات الحلف الأطلسي والقوات الدولية لتنفيذ هذا المشروع بالإضافة إلى أننا ندعم الجيش الوطني وهذا لا يعنى أننا نسينا الإرهابيين وتغافلنا عنهم أصلا حيث نبذل قصارى جهودنا للعثور عليهم وتقديمهم إلى العدالة في أي فترة ممكنة . وبشأن إجراء المحادثات السرية والخفية بين الحكومة وطالبان كان جواب بارنو إيجابيا ، وهذا في حين كان المسئولون في القوات الدولية سابقا قد أكدوا مرتين إجراء المحادثات مع طالبان، وإقامة علاقات مصالحة وطنية مع طالبان غير المتشددين معتبرا ذلك تقدما كبيرا وكان للانتخابات الرئاسية الناجحة دور كبير في إرضاء طالبان وتشجيعهم في العودة إلى الحياة المدنية والتخلي عن السلاح والمشاركة في المصالحة الوطنية . ويعتقد الجنرال بارنو أن الحرب ليست هي السبيل الوحيد لحل الأزمة الراهنة بين الأطراف المتصارعة في أفغانستان ، مؤكدا أن المهادنة والمصالحة الوطنية لها الأهمية بمكان وهذا في حين أن المتحدثين باسم طالبان قد ردوا وبالشدة إجراء المحادثات والعودة إلى المصالحة الوطنية والمشاركة في الحياة الوطنية مستبعدين ذلك كاملا. وعندما سئل بارنو عن دور باكستان في الحرب القائمة خلال العام المنصرم كان بارنو قد ثمن جهود جمهورية باكستان مشيرا إلى أن القوات الباكستانية المسلحة ما زالت تساعد القوات الأفغانية والدولية في حربها على الإرهاب في الشريط الحدودي وبالأخص في منطقة القبائل الباكستانية التي مازالت تشهد معارك دامية بين الطرفين غير أن المؤسف في الأمر هو تلقي الإرهابيين دعمهم من بعض متشددين في باكستان وحسب تصريحات بارنو فإن الرئيس الباكستاني قد طمأنهم عن ذلك وتمكنوا من حصولهم على التعهد مع مشرف. وبشأن تعذيب المعتقلين الأفغان في سجون قوات التحالف الدولي ومقتل ثمانية منهم وراء قضبان تلك السجون قال بارنو: إن عمليات التحقيق في ملفات المقتولين الثمانية مازالت مستمرة في حين أن ثلاثة ملفات انتهت من التحقيق بينما اقتربت الخمسة الأخرى إلى آخر المطاف وطالبت اللجان القضائية المعنية بتقديم المتورطين في تعذيبهم إلى المحاكمة، مؤكدا أن تقريرا عن ملفاتهم سوف يوضع بين يدي وسائل الإعلام قريبا عندما تمضيه الجهات المسئولة في واشنطن. ويبدي كثير من المواطنين الأفغان قلقهم بشأن قيام القوات الدولية باعتقال المواطنين وحدها دون أن يكون معها مسئولون محليون خاصة في المناطق التي تتعرض لهذه العمليات، وتعتقل مواطنين أبرياء وفق معلومات استخباراتية خاطئة وغير صحيحة خاصة أن كثيرا منها تكون قائمة على الخصومات الشخصية بين الأفغان وبالإشارة إلى هذا الموضوع قال بارنو : إننا الآن مصممون على أن لا نعتقل إلا بعد التيقن والتثبت، مضيفا إني كنت خلال قيادتي خلال الخمسة عشر شهرا الماضية قلقا جدا بهذا الشأن لكن الآن نبذل جهودنا في هذا المجال، فلا نعتقل أحدا إلا عندما نتثبت من عدة قنوات وعدة محاور وبعد المشورة من الحكومة بالإضافة إلى أننا عند إجراء العمليات نستخدم معنا مسئولين أفغانيين في الشرطة أو الجيش بخلاف ما كان في السابق.! وعندما سئل بارنو بشأن القاعدة العسكرية التي تخطط لها القوات الدولية في مديرية غوريان التابعة لإقليم هرات غربي البلاد المتاخمة مع الحدود الإيرانية فقال: إن القاعدة لا تخص القوات الأمريكية وإنما الجيش الوطني الأفغاني هو الذي سيتولى أمورها بكاملها ، وحسب قوله فإن هذه القاعدة جزء من ضمن خمس قواعد عسكرية نقوم بإنشائها للجيش الوطني الأفغاني. وختم بارنو كلامه بتطمينه الجهات المعنية بشأن اتخاذ الإجراءات اللازمة وتسهيل السبل الأمنية أيام الانتخابات التشريعية في الربيع المقبل بالقول إنها ستجرى في أجواء آمنة مثلما كانت الانتخابات الرئاسية في أجواء أمنية تحتفظ بها صفحات تاريخ أفغانستان مؤكدا أن الجيش الوطني البالغ 18000 جندي من أهم الإنجازات في هذا المجال، وأما بشأن الاستزادة من القوات الدولية أيام الانتخابات البرلمانية فقد تجاهل بارنو بهذا الأمر وقال: إنني لا أستطيع أن أقول شيئا بهذا الصدد وأن التصريح بهذا الشأن قبل أوانه.