الأطفال أمانة في أعناقنا، ورعايتهم فرض وتربيتهم بإيجابية واجب ديني سنحاسب على التقصير فيه (الصلاح من الله والأدب من الآباء) مقولة عمر بن عبد العزيز رحمه الله، والسنوات السبع الأولى مصنع للسلوك بغض النظر عن نوعه، يقول بعض أساتذة علم النفس (اعطونا السنوات السبع الأولى للأبناء نعطكم التشكيل الذي سيكون عليه الأبناء) السنوات الأول من عمر الأطفال هي الحجر الصلب والأرض الخصبة التي تنبت فيها البذور وتنضج فإذا كانت البذرة سليمة وقوية نمت وأينعت وفاضت بخيرها على نفسها والأخرى وكذلك المنقوش على الحجر من قواعد التربية السليمة وما تحمل من قيم وأخلاق وعادات مبنية على العقيدة الثابتة من المستحيل أن تمحى (العلم في الصغر كالنقش على الحجر) إهمال الأطفال في هذه المرحلة العمرية جريمة وذلك عند تركهم ساعات طوال في أيد غير أمينة وغير مؤهلة كأيدي الخادمات أو المربيات اللاتي يشكلن شخصيات الأطفال كما يردنه هن بحكم التصاقهم بهن مدة أطول من التصاقهم بوالديهم فيتعلمون عادات وسلوك بلدان الخادمات والمربيات وربما حتى ديانتهم، لأن شخصية الفرد بما تتضمن من عقائد وسلوك وعادات تصنع لا تولد، أما بالنسبة للقنوات الفضائية وبقاء الأطفال بمفردهم في فضائها الواسع فمن أبشع الجرائم التي تمارس بحقهم لما تتعرض له شخصياتهم من مؤثرات سلبية وخطيرة في مرحلة التكوين الأول ولسوء الحظ أشير الى أن التلفزة قد أحكمت قبضتها على البيوت كلها وبرغم إيجابياتها إلا أن سلبياتها أكثر وضررها أعم خاصة عندما يمس الجانب العقائدي والأخلاقي والاجتماعي في افلام الكرتون التي يعشقها الأطفال مفاهيم عقائدية وأخلاقية واجتماعية خاطئة تتسرب إلى أذهان الأطفال، وتأثيرات أخرى مزعجة لها جانب سلبي كبير كأفلام العنف التي تعلم العدوانية والخرافات والخيال بعيداً عن الواقعية والأطفال غارقين تحت تأثيرها، حتى اللعب وسيلة التعلم وأداة نقل المعلومات والمهارات وتطوير السلوك والنمو الاجتماعي والانفعالي سلبه التلفاز منهم، (ان الأطفال الذين تم تعليمهم أو تكييفهم على الإصغاء في سلبية طوال غالبية ساعات اليوم إلى الرسائل الودية والشفهية التي تصلهم من شاشات التلفاز وإلى الجاذبية العاطفية العميقة لما يسمى بالشخصية التلفازية غالبا ما يعجزون عن الاستجابة للأشخاص الحقيقيين لأنهم يثيرون شعوراً أقل بكثير من الممثل الماهر، والأسوأ من ذلك أنهم يفقدون القدرة على التعلم من الواقع لأن خبرات الحياة أكثر تعقيداً من تلك التي يرونها على الشاشة) (برونو بتليهايم) وأخيراً أقول إذا لم نستطع أن نكون أمناء فما علينا إلا ألا نكون آباء وأمهات ونترك الأطفال لمن يقدر على تحمل مسئوليتهم كاملة.