مص الاصابع عادة شائعة بين الاطفال. والمص عملية يباشرها الطفل منذ الولادة، في الرضاعة، وقد يمص اصابع يده او رجله في الاشهر الاولى. والمص في هذه الحالة عملية طبيعية و تشير الى التوافق العصبي العضلي، اذ يستطيع الطفل تحريك يده ووضعها في فمه بشكل صحيح. ان مص الاصبع يبدأ في السنة الاولى مرتبطا بالتغذية، فاذا كانت التغذية ناقصة او جاع الطفل فانه يلجأ الى مص اصابعه، وهكذا ينشغل بنشاط المص وان كان لا يؤدي الى نتيجه.. والطفل بعد ذلك يعمم هذا النشاط ويلجأ اليه في المواقف الصعبة التي تواجهه كالغيرة والحرمان من العطف والقسوة، الخ. ويصبح المص اسلوبا يواجه الطفل به مشاكله، وهو اسلوب سلبي انسحابي وكثيرا ما يكون مصحوبا باحلام اليقظة، ومثل هذا الطفل يمكن ان يكون في المستقبل ميالا الى العزلة، قليل الجرأة الاجتماعية، نزوعا الى التكتم سريع التأثر. ان السبب الرئيسي لهذه العادة، هو شعور الطفل بالاضطراب والقلق وعدم الاستقرار. ويرجع هذا الى عدم اشباع حاجته للحركة، او حاجته للحب والعطف او نتيجة لشعوره بالغيرة. وقد يكون لعدم استقراره سبب عضوي كتضخم اللوزتين، او الزوائد الانفية التي تقلل كفاية التنفس، وسوء الهضم، والاضطرابات الغدية في الاضطراب العصبي. وما يقال في مص الاصابع يصح في قضم الاظافر وتعبر عن حالة توتر وغضب وهو سلوك عدائي اذا ما قورن بسلوك مص الاصابع الذي يتصف بالاستسلام والخضوع. ولعلاج المشكلة يمكن اتباع التدابير التالية: @ الاهتمام بالمعالجة الجسمية التي تزيل حالة عدم الاستقرار، كاستئصال اللوزتين، وازالة الزوائد الانفية، والتغذية الجيدة وتحسين الصحة والرياضة البدنية والتنزه.. الخ. لذلك يعتبر الفحص الطبي اول الاجراءات التي يطالب الاهل باجرائها. @ اشباع حاجة الطفل للمحبة والعطف والرعاية، وتعديل اسلوب معاملته في الاسرة لازالة اسباب الغيرة. @ عدم المبالغة في الاهتمام بالمشكلة، لان الطفل يستخدمها لإثارة اهتمام الاهل به. كما لا يجوز اغراء الطفل برشوة ان اقلع عن العادة. فان هذا يشجعه على استغلالها لإثارة قلقهما. @ منع الطفل من ممارسة العادة عن طريق استخدام الاساليب الشعبية كوضع مادة مرة فوق الاصابع، او ربط اليد بقماش ، او استخدام اصبع من قفاز قديم، الخ. ويشترط الا تستخدم هذه الاساليب الا بعد موافقة الطفل واقتناعه بوجوب الاقلاع عن العادة، وشعوره بأن هذه الاساليب تساعده على التذكر في حالة النسيان، وانها ليست عقابا على الاطلاق. ويمكن للاهل اذكاء شعور الطفل باحترامه لنفسه ورغبته في فم سليم واظافر حسنة الشكل. @ شغل اليدين في عمل منتج وشيق للطفل. ويمكن ان يشغل الطفل بلعب تركيبية يستعمل فيها يديه، او اعمال تتطلب القص والتنسيق واللصق، او استعماله لآلة موسيقية يشغل فيها يديه او فمه او الاثنين معا، او اي نشاط آخر مجد ومرغوب بالنسبة للطفل. ان مثل هذه الوسائل تحول بشكل غير مباشر نشاط الطفل الى سبل جديدة تبعث فيه الاهتمام. وسرعان ما يميل اليها ويمارسها وتؤدي الى تخلصه من عادته السيئة. @ استشاري الاطفال الدكتور حامد ابو الدهب