استقيموا اعتدلوا حاذوا بين المناكب.. كلمات يسمعها المسلمون منذ اربعة عشر قرنا ولايزالون مختلفين عند كل شعيرة يؤدونها والسبب ان تعاملنا مع الكلمات نصيا بعيد عن فهم واقعها المرادي الابعد, لكون المسلمين كالبنيان المرصوص. كنت في احد المجالس فقال احد الاخوة الحضور دع المسلمين وشأنهم اليوم الا تلاحظ ان قول الامام في الصلاة استقيموا اعتدلوا لها اربعة عشر قرنا ولايزالون منحرفين في صفوفهم تأملت قوله قليلا وقلت اجل فكم يقول الامام لا تنحرفوا فتنحرف قلوبكم وهل قلوب المسلمين اليوم غير منحرفة عن بعضها؟! جوهر الاسلام اصبح مفقودا للاسف في سلوكنا اليومي حتى اصبحنا اشرطة للحفظ وليس ورعين نمشي على الارض نجامل ونقبل جباها بحسن النية ولم نسأل عن مسلك اصحابها دخولهم ومصدرها صدقهم من عبثهم في غفلة منا نعرض عن الصالحين الهادئين الذين لم تغرهم الدنيا بزخرفها ونلهث مستظلين بافواه لا يتعدى حديثها حناجرها والشاهد انك لو تبصرت فيها وجدت مانعا في القلب يصدك عنها لكون قلوب المؤمنين الحق شواهدهم دون زيف او خداع. مصيبة امتنا اليوم الامل المبني على افتراض خاطىء بأن النصر يأتي دون حراك والاسباب تنساب دون عمل ودون اصلاح الذات, مفردات بسيطة واخالها كالجبال تعصم اصحابها في زمن الضياع, نشتكي مناهجنا وننكر اجيالا من الفضلاء خرجتهم فملأوا الارض نورا ونبحث عن البديل وتنتهي السنة الدراسية وطلابنا كل اسبوع مع كتاب جديد ولن ترضى عنك اليهود ولا النصارى حتى تتبع ملتهم ولن ينجو هالك مهما حبال الامل المسموم مدها الاعداء لطوابيرهم في ارض المسلمين. ألم يحن الوقت اليوم لكي تعوا استقيموا واعتدلوا واتموا الصفوف الاول فالاول أليست الاولية قيادة المجموع؟