مازال الاعلام الليبي بهرطقاته وأكاذيبه الملفقة ضد المملكة يحاول التأثير على الرأي العام الليبي واستمالته الى اقواله المغلوطة التي لا تنم في حقيقة الأمر الا عن مرض العقيد القذافي وعقده المركبة وأهمها عقدة جنون العظمة حيث مازال يحلم بتوحيد الأقطار العربية والافريقية تحت لواء واحد يقوم هو بزعامته، وتلك عقدة مستحكمة فيه شبيهة بالعقدة التي استحوذت على ذهن صدام حسين فزينت له امكانية التربع على زعامة الأمة العربية بعد ضم اقطارها واحدا تلو الآخر الى امبراطوريته العراقية، فالحديث عن الامبراطورية القذافية شبيه بتلك التي اراد ان يقوم بها صدام حسين وفقا لمخططاته ومغامراته العسكرية الفاشلة، غير ان العقلاء والمتزنين من ابناء الشعب الليبي الذين شاء حظهم العاثر ان يتحكم فيهم القذافي بأفكاره المنحرفة وتصرفاته الارهابية الشاذة لا يمكن بأي حال ان تنطلي عليهم اقوال تلك الأبواق المسعورة ضد المملكة وقيادتها الحكيمة. لقد غرق القذافي الى ذقنه في مستنقع الارهاب والجريمة من خلال ضلوعه في عمليات ارهابية قام بتدبيرها في دول عديدة في الشرق والغرب، وهو متورط في اعمال اغتيالات لا تخفى على شعبه فضلا عن شعوب العالم بأسره، وللأسف انه يستغل وضعه السياسي كرئيس دولة تملك العديد من الامكانات لإنفاذ جرائمه ومغامراته، والا فليس هناك فارق واضح بينه وبين رموز الارهاب والشر القابعة في اوكارها وجحورها، تخطط في الظلام، ولا تظهر الا في الظلام كالخفافيش، وقد أدان العالم بأسره ما ارتكبه القذافي من جرائم ارهابية شنيعة اعترف هو نفسه بها واراد ان يكفر عن جرائمه تلك بتعويض اسر الضحايا الذين قام بارتكاب دمويته فيهم بأموال طائلة استنزفت خزائن ليبيا، فكلما ظهرت جريمة من جرائمه وزكمت بروائحها انوف العالم قام بالاعتراف بها واستعداده الكامل للتعويض المالي عما ارتكبه من جرائم، ولاشك ان العالم بدأ يضيق ذرعا بهذه المغامرات الجنونية التي مازال يرتكبها القذافي، ومن مصلحة كل الشعوب ان تضع حدا قاطعا لأفاعيله الشاذة. لقد تعود الزعيم الليبي على عض الأيادي التي قامت باسداء العون له، فالعالم بأسره يشهد ان المملكة بقيادتها الواعية وظفت اثقالها السياسية الكبرى لإنقاذ القذافي مما تورط فيه من ازمات، واستطاعت المملكة بتوسطها ان تحفظ الشعب الليبي من تدخلات في شؤونه الداخلية بفعل ما ارتكبته قيادته من حماقات كبرى، وتمكنت المملكة من التدخل لدى صناع القرار السياسي الدولي بتخفيف العقوبات الاقتصادية المضروبة حول طرابلس، وتمكنت بالفعل من اخراج القذافي من ورطته في قضية لوكربي، ولكن هذا الزعيم المهلهل عض الأيادي التي ساعدته، وهي عادة من عاداته التي عرفها عنه الشعب الليبي، فأخذ يهاجم المملكة في كل مناسبة، وبدون مناسبة لا لشيء سوى لحقد دفين مازال يمور في قلبه الأسود ضد المملكة وقيادتها الرشيدة، غير ان من يعرف حق المعرفة أمزجة العقيد القذافي وتقلباته السياسية المفاجئة يدرك ان الرجل مهووس بعقده المركبة وتصديق اقواله المنحرفة، واضاليله وترهاته التي لاحصر لها ولاعد. لقد عانى الشعب الليبي منذ ان دخل العقيد القذافي الى طرابلس على ظهر دبابة ليحكمه الأمرين من جنون هذا العقيد وتطلعاته الغريبة، فمازال على سبيل المثال يمني الشعب الليبي بمشروعات انمائية غريبة ادت الى استنزاف اموال الليبيين وسحب كل الأرصدة من اموال النفط لتسخيرها في مشروعات فاشلة لن يستفيد منها الشعب الليبي بل انها ادت الى افقاره وزج افراده في اتون بطالة واسعة ليس يدري كيف يخرج منها، وهو مازال يتفنن في ارتكاب حماقاته ضد الشعب الليبي ويستنزف المزيد من اموال الدولة لصرفها على المحسوبين في بطانته وتصدير كثير منها الى حسابات سرية له في بنوك العالم، وازاء ذلك فان اقاويل العقيد ضد المملكة وقيادتها لن تنطلي على الشعب الليبي الذي مني بحاكم ارعن مازال يدخله في ازمات سياسية واقتصادية كبرى لا يعرف سبيلا للخروج منها. ان العقيد القذافي يرتكب جرائمه الكبرى لا سيما تلك المتعلقة بالاغتيالات ثم يتنصل منها ويكذب من يقول انه اقدم عليها في يوم من الأيام، وهو مازال يكذب الحقائق ويدعي انها عارية من الصحة حتى لا يتورط امام شعبه المغلوب على امره وامام العالم بارتكابه تلك المحاولات التي شهد بها الكثيرون.. بل انه يحاول تبرئة نفسه من الضلوع في التعاون مع رموز الارهاب في كل مكان ومده الارهابيين بأموال طائلة لارتكاب محاولات الاغتيال لشخصيات سياسية عربية واجنبية كبرى يريد الانتقام منهم باغتيالهم لأنهم فضحوا مؤامراته المتلاحقة ضد شعبه وشعوب الأمة العربية وشعوب العالم بأسره، بل ان مؤامراته امتدت الى الشعوب الأفريقية التي حاول ان ينتمي اليها باعلان انسحابه من الجامعة العربية وتنصله وشعبه من الجنسية الليبية ليتحول الى جنسية افريقية، غير أن الأفارقة أنفسهم الذين اراد العقيد ان ينتمي اليهم لم يسلموا من شروره حينما اكتشفوا انه يطمع في التسلط عليهم ونهب خيراتهم. ان عودة الهدوء الى الساحة الليبية للبدء في تنمية قدرات هذا الشعب وامكاناته المالية والبشرية الهائلة لن تتحقق على أرض الواقع الا بعد الخلاص من الكابوس القذافي المزعج، فطالما كان العقيد على رأس السلطة في ليبيا فان هذا الشعب المنكوب بزعامته سوف يعاني الكثير من الأزمات السياسية والاقتصادية المتلاحقة، وقد أغرقه العقيد القذافي في تلك الأزمات، وهو ان اراد الخروج منها فلا سبيل له الى ذلك الا بالخلاص من القذافي وزبانيته، اولئك الذين سرقوا خيراته الوفيرة وعطلوا دوران عجلة التنمية فيه وورطوه في مشاكل متداخلة، وليس من سبيل لإنقاذ الشعب الليبي الا بالخلاص من سيطرة العقيد القذافي على مقدراته وخيراته، فالاعلام الليبي الذي تسيطر عليه الجوقة القذافية المشبوهة في كل اقوالها مازال يزين للشعب الليبي أعمال العقيد (الخارقة) لتنميته والنهوض به ووضعه في مصاف الدول المتقدمة الراقية، غير ان ابناء الشعب الليبي يدركون ان هذه الأقاويل ليست الا هرطقات فارغة من هرطقات الزعيم الليبي وأكاذيبه وضحكه على ذقون البسطاء من ابناء الشعب الليبي. لقد حاول الزعيم الليبي ومازال يحاول تشويه العلاقات الحميمية التي تربط المملكة بأشقائها في الدول الخليجية وحاول ان يؤثر على تلك العلاقات الودية التي تربط المملكة بأشقائها في الدول العربية والاسلامية وان يشكك في جدوى علاقات الصداقة التي تربط المملكة بالدول الصديقة، غير ان ما يمارسه من كيد سرعان ما يرتد الى نحره، فالعالم غير مصدق لتلك الأقاويل المدسوسة العارية عن الصحة، ومحل التكذيب انما يكمن في تاريخ القذافي المليء بالأكاذيب والمغالطات ومحاولته خداع السذج من اولئك الذين يصدقون أكاذيبه ولكنهم سرعان ما يكتشفون الحقائق فيدينون ادعاءات القذافي وأكاذيبه الملفقة سواء من خلال اعلامه المريض او خطبه التي لا يريد من ورائها الا تلميع شخصيته، او من خلال (كتابه الأخضر) المسود بهذره ومشروعاته البائسة التي يمني بها شعبه المحروم من أبسط وسائل العيش الكريم والشريف، فما بثه الاعلام الليبي من اكاذيب ضد المملكة انما يشي بوضوح عن ذهنية العقيد المعقدة التي تحاول بتلفيق التهم والأكاذيب ان تبعد الناس عما يرتكبه العقيد في حقهم من اخطاء وتجاوزات. نهاية الطغاة في العالم قريبة جدا.. والتاريخ والدلائل تشير الى ذلك.. فلن ينجو طاغية طرابلس من محاكمة العالم لجرائمه التي ارتكبها ضد شعبه وضد الشعوب العربية والافريقية والاسلامية وضد الدول الكبرى التي مازالت تتحين الفرص للخلاص منه ومن اضاليله واكاذيبه وممارساته الارهابية الشنيعة ضد كثير من شعوب الأرض، فهو واحد من زعماء الارهاب في العالم، وليس هذا القول تجنيا عليه، ولكن الواقع المشهود لا يكذب ضلوع القذافي في سلسلة واسعة من الأعمال الارهابية التي اعلن عن كثير منها، فقد تورط في العديد من الأعمال الارهابية الكبرى، ولن يستفيد من محاولاته المكشوفة للتنصل منها، فقد اعترف هو نفسه ببعضها وقدم الأموال الطائلة لأسر القتلى الذين سقطوا جراء جرائمه الارهابية ضدهم، فهو لا يقف حجر عثرة امام تقدم شعبه ونهضته فحسب ، وانما يقف حجر عثرة امام كل الشعوب التواقة للحرية والاستقرار والعيش بأمان لأنها لا تثق اطلاقا في وعود العقيد القذافي وتعهداته واقواله المعسولة المليئة بالسموم، ويبدو ان ساعة الخلاص من هذا العقيد الارهابي اضحت وشيكة للغاية، وبداية النهاية واضحة من خلال تصرفاته، فهو الذي سوف ينهي نفسه بنفسه، وهو الذي سيضرب المسمار الأخير في نعشه.