(سبحانك اللهم وبحمدك , أشهد أن لا إله إلا أنت , أستغفرك وأتوب إليك ) بهذا الدعاء المأثور عن النبي صلى الله عليه وسلم , يختم علقمة بن الأجلح , تواجده معكم , نظراً لانتدابه لبلاد بعيدة , لينشر فيها شيئا ً من علمه وحكمته بعد أن قضى بينكم فترة من الزمن , وضع خلالها الكثير من نقاط النظام , أمام المتهورين .. أمام من تجاوزوا كل حدود المنطق , والآن وهو يودعكم يود أن يؤكد بأن كل نقاطه التي وضعها على دروب هؤلاء , كانت تهدف إلى لجم الممارسات غير المسئولة التي يرتكبها هذا أو ذاك , علما بأن علقمة لم يقابل ولا واحداً من كل من كتب عنهم , ولم يتلصص من ثقب الباب على أسرارهم , بل يأخذ مادته مما ينشر في الإعلام , وما تتفوه به ألسنة من تناولهم .. علقمة وهو يحزم بقشة (صرة) ملابسه يود أن يضع حاجزاً من الأسمنت المسلح أمام الساحة الشعبية بكل شخوصها و إعلامها , ويود أن يحذر بأن الشعر قد دخل في غيبوبة عميقة تجاور حافة الموت , وسيبقى دمه معلقا في رقاب المتجنين من اللصوص والمرتزقة والمزورين من شعراء الغفلة , وكذلك في رقاب الساكتين من الشعراء الحقيقيين , الذين آثروا سلامة السكوت على المكاشفة, وفضح الزيف والتزوير , الذي أصبح يمارس في رابعة النهار (نفسي أعرف رابعة النهار تجي الساعة كم بالتوقيت الزوالي) .. لذلك فإن علقمة بتسامحه ونقاء سريرته, قد سامح الجميع إلا من شارك في نحر الشعر , والسلام عليكم ورحمة الله وبركاته.