نحن الإسرائيليين نكرر دوماً إبداء الدهشة للحظة لكون العرب يخدمون في الجيش الإسرائيلي. بل نعرب عن تقديرنا لتجندهم ولطلائعيتهم من أجلنا، وبعد الاعراب عن الأسف والمشاركة في ألمهم، نرجع إلى حياتنا الاعتيادية - حتى موعد الكارثة التالية.. في الأشهر الأخيرة، نرفع حواجبنا، بين الحين والآخر، متسائلين باستغراب: عرب؟ في وحدات الجيش الإسرائيلي؟ ثم ننسى، حتى حدوث الكارثة المقبلة في كتيبة الدوريات الصحراوية، أن البدو والمسلمين والنصارى يخدمون في الجيش، أيضاً، ودائما بشكل تطوعي. في كثير من الحالات لا يجري الحديث عن جنود تكلل صور هرتسل رؤوسهم، ولا تشكل نهضة إسرائيل حلمهم الجماعي أو الشخصي. فالمقصود بالنسبة لهم مصدر رزق، ولكن من منا لا يعرف مصادر رزق أخرى، أقل خطراً من تلك التي اختارها هؤلاء الجنود والقادة؟ يجب تحقيق العدالة لهؤلاء الجنود: فبينهم الكثير ممن يملكون محفزات على خدمة الدولة. لقد وصل هؤلاء الجنود، في السنة الأخيرة إلى عناوين الصحف، بعد سقوط الكثيرين منهم، نسبياً، في ساحة القتال. نحن الإسرائيليين نكرر دوماً إبداء الدهشة للحظة لكون العرب يخدمون في الجيش الإسرائيلي. بل نعرب عن تقديرنا لتجندهم ولطلائعيتهم من أجلنا، وبعد الاعراب عن الأسف والمشاركة في ألمهم، نرجع إلى حياتنا الاعتيادية - حتى موعد الكارثة التالية. أما الجنود البدو المسلمون والنصارى، فلا يرجعون في المقابل، إلى حياتهم الاعتيادية، وتبقى جراح الحرب الحالية محفورة في لحمهم كما تبقى لدى الآخرين من جنود الجيش الإسرائيلي. إنهم يرجعون إلى بيوتهم حاملين هذه الجراح، في الاجازات أو بعد انتهاء فترة خدمتهم العسكرية، يعودون إلى الحياة في الروث، إلى البراكيات المشتعلة في الصيف، والباردة في الشتاء، إلى البيوت غير المرخصة، الى افتقاد الكهرباء، إلى الماء الذي يدلف ببطء، إلى البطالة الشديدة وإلى التمييز الصارخ. أولئك الذين رقدوا، أمس الأول، في الكمائن وانقذوا حياة الكثير من الإسرائيليين، يؤخذون في مطار بن غوريون إلى مقطورات خاصة، للتحقيق، ولخلع ملابسهم. عادة ما يقال عن المسلحين أنهم "قنابل موقوتة". لكنهم هم، جنودنا، البدو والمسلمون والنصارى الذين يواجهون التمييز، هم " القنبلة الموقوتة". * عن يديعوت أحرونوت