الحصص الدراسية المتتالية والواجبات المنزلية والإحباطات اليومية التي يتعرض لها المراهق في بداية سني مراهقته وبشكل يومي في المدرسة تشكل ضغوطاً عليه مما يصيبه بالإجهاد ولكن كيف يمكن أن يتعرف الآباء والأمهات على الشاب المجهد..؟! وما دور الأسرة في تخليصه من الإجهاد قبل أن يستنفد طاقاته؟! خاصة أننا نرى أن الإيقاع اليومي المفروض على المراهقين لا يقل ضرورة وإلحاحاً عن الإيقاع المفروض على الكبار.. ولم يعد من المستغرب أن نجد بعضهم ينسحب بعد إحساسه بالانهيار، بل ويعلن قراره بعدم إكمال المشوار الدراسي خاصة إذا كان يتصف بالهشاشة وانعدام الثقة بالنفس..! فالاستهلاك اليومي لطاقاتهم أولاً بأول يكاد يستنزف قواهم الذهنية والجسدية ويظهر ذلك جلياً لدى من يطلب منهم إحراز درجات مرتفعة والاستمرار في ذلك فترات طويلة جداً.. فإذا فشلوا تسبب ذلك في أن يستبد بهم الشعور بالذنب ويبدأوا في أنفسهم بسبب عجزهم عن الوصول..!! ولكن كيف يتعرف الآباء والأمهات على المراهق المجهد؟ هناك عدة علامات جسدية وأخرى نفسية فمن العلامات الجسدية: * اضطرابات النعاس وصعوبة الاستسلام للنوم والاستيقاظ المتكرر في المساء بالإضافة إلى الشعور بالتعب نهاراً وصعوبة التركيز. * آلام البطن ويظهر ذلك جلياً في بداية كل أسبوع أو قبل الاختبارات. * قلة المناعة وسهولة الإصابة بالعدوى والأمراض. * الإصابة المتكررة بنوبات الربو ( ان كان مصاباً بالربو) أو الأكزيما، بالإضافة إلى نوبات التأتأة واللجلجة وتظهر العادات السيئة بكثرة كقرض الأظافر ولي خصلات الشعر. أما العلامات النفسية لدى المراهق المجهد فتظهر في عبارات تتردد على لسانه خاصة إذا طلب منه إنجاز بعض المهام مثل ( لن أستطيع) ( هذا صعب) ( أنا فاشل) أو ( لا أريد الذهاب للمدرسة من الآن فصاعداً). وتقول الأخصائية النفسية جيزال جورج: ( يطارد المراهق شعور مستمر بأنه واقع تحت ضغط متواصل فنجده سريع الاستثارة هائجاً، عصبياً، مستاءً دائماً ويشعر بأن الآخرين عاجزون عن فهمه مما يحول الأنشطة التي يحبها إلى هواجس تأخذ أبعاداً مأساوية) لذلك ينبغي مساعدته على تجاوز هذه الحالة من الإجهاد دون أن تترك تأثيراً على نفسيته. والحل: الا يترك منفرداً حتى تنهار قواه بل الحرص على: * الإنصات له عندما يتحدث عن إحباطاته مع أصدقائه وزملائه وظلم المعلم له وعدم وصف ذلك بالحركات الصبيانية. والحرص على أن يأتي الجانب العاطفي والانفعالي أولاً في الاهتمام بالمراهق أو المراهقة. * إشغال وقت فراغه بأنشطه يحبها وتساعده على الاسترخاء ولو أنهك جسدياً طالما انه سعيد ومستمتع. * تفهم رغبته في عدم فعل شيء ومسامحته إذا أمضى وقتاً طويلاً مسترخياً في حوض الحمام مثلاً أو مشاهدة مسلسلاً يحبه ويساعده على التخلص من الضغوط اليومية. * الاعتراف بأن الإجهاد أمر معد وتقول جيزال جورج: ( يجب أن تجدي وسيلة لإعادة العداد إلى الصفر وتخصيص نصف ساعة لمبادلته الحوار والإنصات إليه، وحتى اللعب معه، وقد يؤدي ذلك إلى تأخرك في الانتهاء من المهام اليومية أو تأجيل موعد نومه قليلاً ولكن تأكدي أن هذا الأسلوب يخفف كثيراً من الضغوط الملقاة على كاهل كل منكما وسوف تلاحظين أنه سيجد سهولة أكبر في أداء واجباته).