يشبه الكثيرون المراهق بالعود الهش الذي قد يتحطم بأبسط أنواع القسوة بينما يضعفه الإفراط في حمايته. والتعامل مع المراهق فن لا يجيده الجميع لذلك ينبغي التدرب عليه وحضور دورات في ذلك حتى نحصل على جيل معافى نفسياً قادر على بناء وطنه وان قدمنا الكثير من التنازلات في سبيل ذلك. ويرى د. رولان ساناينس مدير المعهد الفرنسي للعلوم البشرية انه قد ارتفع مؤخراً متوسط عمر الإنسان العصري فصار يعيش حتى سن متقدمة عن ذي قبل وقياساً على ذلك فقد أصبح البلوغ يتم في سن أصغر مما كان عليه الآباء والأجداد. ويوضح د. رولان ان حياة المراهق تخضع للعديد من التغيرات الجسدية والنفسية، فالجسد يتغير ويضطر المراهق إلى التعايش مع هذا التطور الذي يطرأ عليه وتتغير فكرته عن نفسه وفكرة الآخرين عنه ويمر المراهق باضطرابات مزاجية حادة يطلق عليها علماء النفس ( الجنون الدوري). وعن السلوكيات الطبيعية التي تحدث في مرحلة المراهقة يقول د. سانانيس: يمكن حصرها في الآتي: المبالغة في استخدام الكلمات والعبارات والمبالغة في المشاعر والانفعالات ونوبات الحزن والفرح الحادة التي يمكن تشبيهها بالانفجارات بالإضافة الى بعض المظاهر الجسدية التي تترك آثارا نفسية مثل: حب الشباب والشعر الزائد في كل مكان وزيادة الوزن خاصة لدى الفتيات مما يجعله يقابل نظرات الآخرين وكلماتهم وآرائهم فيه بحساسية مفرطة ويتنامى لديه حس الانتماء للجماعة للرغبة في السيطرة واستمالة الغير فيبدي الذكور نوعا من الخشونة تظاهرا بالرجولة بينما تسعى الفتيات للأناقة والتزين لجذب الأنظار, مما يعتبر العنف سلوكا طبيعيا ويشير د. سانانيس الى أن هناك بعض العلامات والدلائل التي ترجح وجود بعض الاضطرابات والمعاناة مثل الإرهاق الدائم. الأرق, الصداع, الميل للتشنج, القيء, الاكتئاب, قلة الشهية للطعام, الشره المرضي نوبات حساسية, نوبات من الخوف والتردد, وغيرها من العدوانية وفرط النشاط أو الصمت. وينصح د. رولان الآباء والأمهات بأن يكونوا دائما على استعداد للإنصات للمراهق واحترام اختلافه عنهم وعدم الثورة عليه بسبب غرفته الفوضوية او مظهره الشاذ فلا يوجد بالنسبة إليه اسوأ من الانضباط المفروض عليه. وقد يشعره التفهم المفرط بالاختناق لان شخصيته شديدة التغير والاضطراب بحيث يعجز هو نفسه عن فهمها والمراهق بحاجة الى الشعور بقرب والديه وليس باحتياجهما لعالمه الخاص.