يخشى عناصر المارينز المتواجدون في الفلوجة من استئناف الهجمات في هذا المعقل السني مع عودة المقاتلين سرا برفقة المدنيين الذين ارغمتهم المعارك على هجر المدينة المدمرة. وما ان لاحظوا حجم الدمار الذي خلفته المعارك الاخيرة في المدينة التي كانت بمثابة المعقل الاساسي لمناهضي قوات الاحتلال، حتى قال رجال المارينز انهم لا يستبعدون ان يقدم السكان دعما متزايدا للمسلحين. وقال الكابتن توم تينانت من الفوج الاول في كتيبة المارينز الثالثة المنتشرة في شمال المدينة ان تقييمنا يدل على ان الاشرار يختبئون وانهم ينتظرون عودة النازحين لاستئناف هجماتهم بالقنابل اليدوية الصنع. وقد اسفرت المعارك عن تدمير احياء بكاملها في الفلوجة الواقعة على بعد 50 كلم غرب بغداد. ولا تزال الابنية والمساكن التي نخر الرصاص واجهاتها تتعرض لنيران اسلحة المارينز الذين يبحثون عن المسلحين. وقد فرت غالبية سكان المدينة البالغ عددهم 300 الف نسمة قبل الهجوم في الثامن من تشرين الثاني/نوفمبر. ولم يتحدد اي موعد لعودتهم مما يدفع بعناصر المارينز الى التخوف من تدفق كثيف للسكان وعودة الهجمات والكمائن. واعتبر الكابتن تينانت ان الامر صعب حاليا. ومع عودة المدنيين، سيكون اصعب. فهؤلاء الاشرار سيتسللون الى هنا. وحذر عنصر آخر من المارينز بعد ان انهى دورية في محيط موقع لوحدته العسكرية قائلا انهم يعرفون ماذا يفعلون (...) سينتظرون حتى نكون في وضع ضعيف لكي يضربوا من جديد. وربط رئيس الوزراء العراقي اياد علاوي عودة النازحين بازالة المتفجرات في المدينة واصلاح تمديدات المياه والكهرباء وتشكيل قوة من الشرطة. ويقر القادة العسكريون الاميركيون بان المسلحين يختبئون بين النازحين الذين اقاموا في محيط المدينة وفي العاصمة العراقية. الا انهم يقولون ايضا ان عددا محدودا فقط من النازحين سيسمح له بالعودة الى المدينة على المدى المتوسط وان الحكومة العراقية ستصدر بطاقات هوية لكل شخص بحيث يمكنها ابقاء المسلحين خارج المدينة السنية المحافظة. ويتوقع هؤلاء القادة ان يقوم السكان بمساعدتهم في تسليم المسلحين الى القوات الاميركية والعراقية. وقال القومندان جيم وست للصحافيين الاسبوع الماضي ان سكان الفلوجة لا يريدون عودة المتمردين ونأمل انهم سيكشفون المقاتلين الذين سيحاولون العودة. ولا يشاطر كل عناصر المارينز هذا التفاؤل لانهم يشتبهون في ان بعض قادتهم يعبرون عن اطمئنانهم للوضع في الفلوجة تحت ضغط السياسيين. واعتبروا ان المسلحين يمكنهم الحصول على الدعم في صفوف السكان الذين يبدي قسم منهم لامبالاته لكي لا يكشف عن معاداته الواضحة للوجود العسكري الاميركي. كما ان اعمال التدمير والعمليات المستمرة في المدينة حيث يطلق عناصر المارينز النيران على المساكن قبل الدخول اليها للتفتيش، تزيد من معاداة السكان لهم وللقوات العراقية. واعتبر الكابتن تينانت ان الكثيرين من بين اللامبالين يدعمون المتمردين فعلا وسيقوم آخرون بالمثل عندما سيرون ما حل بمنازلهم.