أعلنت منظمة البلدان المصدرة للنفط (اوبك) انها ستراجع خلال اجتماعها الذي سيعقد بالقاهرة في ال10 من شهر ديسمبر الجاري قرارها الأخير برفع الإنتاج الذي بدأت العمل به مطلع شهر نوفمبر الماضي. وقال المتحدث الإعلامي باسم الاوبك عبدالرحمن الخريجي ان وزراء نفط المنظمة سيقيمون زيادة الانتاج الاخيرة وتحديد مدى انسجام القرار مع أوضاع السوق الحالية وهل يجب تخفيضه أم المحافظة على مستوياته الحالية. وأضاف الخريجي ان المؤتمر الوزاري سيستمع الى عرض موجز من رئيس لجنة الدراسات الطويلة الأجل حول التوصيات التي اتخذتها في اجتماعها الأخير في جدة في شهر أكتوبر الماضي. وحول آلية الأسعار التي تعتمدها المنظمة (22 الى 28 دولارا ) أوضح الخريجي انها ستكون محور العرض الذي سيقدمه رئيس لجنة الدراسات الطويلة الآجل، مشيرا الى ان توصيات اللجنة ستعطي المؤتمر الوزاري فرصة لتحديد ما اذا كانت الآلية في حاجة الى اعادة نظر ام يجب الإبقاء عليها موضحا انه ليس هناك أي قرار في الوقت الحالي لتغيير العمل بالية النطاق السعري. وعزا عدم العمل بالآلية حاليا الى ان الارتفاع في الأسعار لا يعود الى عوامل العرض والطلب بل الى عوامل نفسية وسياسية لا قدرة لأوبك التدخل فيها. وقال الخريجي ان تغيير الآلية يعود الى المؤتمر الوزاري بعد استماعه الى توصيات اللجنة المكلفة مؤكدا انه قبل ان "نحدد النطاق السعري لسلة أوبك يجب ان نقرر ما اذا كانت هذه الالية في حاجة الى التغيير في ظل الظروف الحالية ام لا ومن ثم ياتي الحديث عن النطاق الجديد". وأضاف ان موضوع ارتفاع الأسعار وانخفاضها بشكل سريع في بعض الأحيان سيكون من ابرز القضايا التي سيبحثها وزراء نفط أوبك في القاهرة. وحول الوسائل المحتملة لمعالجة ارتفاع أسعار النفط أوضح ان الحل الوحيد لمعالجة هذا الارتفاع يكمن في إحداث نوع من التوازن بين العرض والطلب بحيث تكون هناك كميات كافية من الإمدادات النفطية تحسبا لأي نقص قد يحدث. وأوضح ان هناك نوعا من التوازن بين العرض والطلب وقد يكون المعروض اكثر نسبيا من الطلب الا ان ذلك لا يعتبر مدعاة للقلق حيث ان الايام المقبلة قد تعيد هذا التوازن الى مكانه الطبيعي. وعن تاثير انخفاض الدولار على إنتاج اوبك قال الخريجي ان انخفاض قيمة الدولار كعملة رئيسة في التبادل قد يؤثر على المداخيل النفطية للدول المنتجة. وأوضح انه لا توجد علاقة مباشرة بين سعر البترول بالدولار وبين الإنتاج. وعزا أسباب ارتفاع أسعار النفط الى حاجة الدول المستهلكة منها الولاياتالمتحدة الى وقود التدفئة موضحا ان وجود نقص في الإمدادات من هذا النوع اللازم لوقود التدفئة يدفع الأسعار الى الارتفاع والعملية تنحصر في انخفاض او ارتفاع المخزون من ذلك الوقود المستخدم للتدفئة مع اقتراب فصل الشتاء. وكشف الخريجي ان مسالة اختيار امين عام جديد لأوبك للسنوات الثلاث المقبلة ستكون من ضمن اهم المحاور المطروحة على جدول أعمال مؤتمر القاهرة مشيرا الى استمرار وجود مرشحين لهذا المنصب من الكويت وايران موضحا ان الامر يتطلب اجماعا من الدول الأعضاء والامر متروك بيد الوزراء خلال اجتماع العاصمة المصرية. وخلص الخريجي الى القول بان التعاون بين دول الأوبك وغيرها يسير بشكل جيد وهناك تعاون بين الطرفين مشيرا الى ان دولا من خارج المنظمة مثل انغولا وسوريا ومصر والسودان وعمان اعلنت انها ستشارك في اجتماع القاهرة في حين لم تصل بعد اية ردود من روسيا والمكسيك بخصوص مشاركتها. يذكران هناك اتجاها بان يميل اجتماع القاهرة الى ابقاء الانتاج على ما هو عليه في الوقت الحاضر لا سيما وان المملكة والجزائر ونيجيريا تدعم هذا التوجه مع احتمال عقد مؤتمر استثنائي اخر في بداية العام المقبل لاعادة تقييم الاوضاع في السوق.