في الماضي كان أولياء الأمور يمنعون أولادهم من ممارسة الرياضة عامة وكرة القدم خاصة خوفاً من تعرضهم للإصابات أو (العوارات) ولم يكن لديهم أدنى تفكير بأن الرياضة لها تأثير في التحصيل الدراسي.. بل كانوا يشددون على ممارسة الرياضة (الخفيفة) كالمشي والسباحة والجري التي لا يتم فيها احتكاك لاعتقادهم بأن هذه الالعاب تنشط العقل والبدن وتساعدهم على التقدم الدراسي. أولياء الأمور يخافون من كرة القدم وما تنتجه من اصابات وآلام وهذه حقيقة مشاعرهم وعواطفهم تجاه أولادهم خاصة أيام اللعب الخشن والمصارعة والضرب داخل الملعب وخارجه! اليوم تغيرت النظرة من قبل أولياء الأمور فالذين كانوا يخشون الاصابات صاروا يخشون الرياضة لأنها تخرب المستقبل الدراسي.. لهذا تجد عند الطبقات الغنية هذا المفهوم.. لأن النسبة الكبيرة من اللاعبين في شتى انحاء العالم ينحدرون من الطبقات الفقيرة خاصة في البرازيل ودول العالم الثالث.. أما الطبقة الغنية فلا تولي الرياضة اهتماماً باستثناء الحرص على مزاولة السباحة في الاحواض الخاصة وكذلك التنس في المنازل الفاخرة لأسباب صحية ليس إلا. الآن تتواصل المفاجآت في الرؤى والنظرات وفي بلادنا بالذات تطالب الامهات أولادهن بالانضمام الى الاندية الكبيرة لممارسة كرة القدم بالذات.. وهذه المفاجأة كانت نتيجة الاحتراف. لماذا يدفعن ابناءهن الآن لمزاولة كرة القدم بالذات دون غيرها من الألعاب الجماعية الأخرى وحتى الفردية أيضاً؟ السبب الرئيسي هو اغراء الاحتراف لأنه يسيل اللعاب وما يجنيه المحترفون من مال.. صغيرا كان أو كبيراً. الكثير من الامهات يتصلن بنا لتسهيل ضم ابنائهن للأندية ويطالبن بأن ينضموا للأندية الكبيرة ويرفضن انضمامهم للأندية الصغيرة والسبب معروف. كل الامهات والآباء يتابعون أخبار نجوم الكرة المحترفين في الدوري القطري الذي اصبح اشبه بالدوري البحريني بعد ان غزاه اللاعبون البحرينيون ويعتقدون ان هؤلاء اللاعبين سوف يصبحون اثرياء بفضل كرة القدم.. والمثير للدهشة ان البعض يفضل لعب كرة القدم على مواصلة الدراسة وهي نظرة تبدو عاطفية اكثر منها علمية. هكذا تتغير نظرات الناس مع تطور المجتمع وما يطرأ عليه من تغير لكن الخوف كل الخوف ان يشاع الاحتراف الرياضي في المجتمع البحريني دون اساس أو تنظيم وبالتالي يصبح الاحتراف فوضى شاملة. الاحتراف الحقيقي لا يبدأ من الكبر، انما من الصغر فأولياء الأمور لم يكتشفوا حتى الآن ان أولادهم الاشبال الناشئين والشباب ينطبق عليهم الاحتراف الباطني.. أي انهم يلعبون لأنديتهم مقابل الأدوات الرياضية التي يقدمها النادي مجبراً على ذلك لأنه ملزم بتطبيقها وتنفيذها وحينما يحترف هذا الشبل عندما يكبر تكون حصيلة النادي وافرة وحصيلة ولي الامر الدعوات بالتوفيق. وحتى لا تتأزم الأمور مستقبلاً يجب على الأندية تعميق النظرة لهذه المسألة الحساسة لاننا مقبلون على زمن اختلط فيه الحابل بالنابل لاننا نفتقد التنظيم والقوانين الدولية * اخبار الخليج البحرينية