(بشار الأسد يمد يده للسلام)، قال تيريا لارسن.. لكنه من المشكوك فيه ما إذا كان قوله هذا قد أثار أي ضجة أو سمعه أحد، كما لا يسمع سقوط شجرة في غابة. فمن هو تيريا لارسن هذا المشبوه به منذ زمن بتحببه إلى العرب، بل وبعلاقاته الحسنة مع عرفات، كي نستمع إليه؟ ومن هو بشار الأسد، الحاكم الشاب الخاضع لتأثير حزب الله، والمضغوط من قبل الأميركيين، كي نتطرق بجدية إلى رسائله؟ هل بقي هناك من لم يتجند للاستخفاف بالأسد؟ لقد تجندت جبهة واسعة من الشخصيات القيادية الإسرائيلية، من رئيس الحكومة وحتى وزير المالية، وبدون أي تصدع، للتحدث باستخفاف عن الضغط الذي يواجهه الأسد، عن كونه يحبو نحو أحضاننا ويحظر علينا السماح له بالوصول إلى هناك. لكن لماذا نتذمر من شارون ونتنياهو، ما دام ما يسمى معسكر السلام لا ينطق ببنت شفة. ما الذي يمكننا مطالبة رجال الليكود به، ما دام حزب العمل غير قائم، والحركة التي أخرجت الآلاف إلى الشوارع، في الماضي، لا تقوم حتى بتظاهرات كي يتم التطرق بجدية إلى المبادرة السورية؟ الجهة الوحيدة التي تلمح بيأس، إلى أنه من المناسب التحدث مع السوريين هي الجيش الإسرائيلي بالذات، لكننا سبق وتعودنا على مثل هذا التناقض: فقد آمن جيش الشعب، في أكثر من مرة، بالفرص السياسية ليس أكثر من القيادة السياسية فحسب، وإنما أكثر من الشعب نفسه. قبل فترة ليست بعيدة، عندما كان والد الأسد (القائد الكبير)، كما يسميه إيهود براك يحكم دمشق، تمحور النقاش حول عدة عشرات من الأمتار الممتدة شمال بحيرة طبريا. * عن يديعوت أحرونوت