الواضح ان الصين ستحل محل الولاياتالمتحدة لتصبح دولة تتمتع بقوة جذب اكبر فى جنوب شرق اسيا وذلك مع النمو السريع للاقتصاد الصينى. ويعتبر الشباب فى جنوب شرق اسيا دراستهم فى الصين تيارا سائدا لهم. وفقا لتصريحات الدبلوماسيين والشخصيات فى الاوساط الاكاديمية فى الولاياتالمتحدة والمشكلة ان الولاياتالمتحدة تسير فى طريق الانحدار فى قوتها التأثيرية فى جنوب شرق اسيا, بينما تتحول الصين الى نجمة جديدة تتصاعد رويدا رويدا. السبب ان النمو السريع لاقتصاد الصين جعل الناس يشعرون بان القرن ال21 قد يكون عالما للصين. كانت الحكومة السنغافورية تقدم منحة دراسية للطلبة الممتازين الذين ترسلهم الى الولاياتالمتحدة وبريطانيا للدراسة فى الجامعات الرائعة وبدأت الان تقدم منحة دراسية للطلبة الذين ترسلهم الى الصين والهند للدراسة. وصرح طالب سنغافورى يدرس اللغة الصينية وعاد الى سنغافورة بان وجود التجربة الامريكية كان مهما فى الماضى ولكن وجود التجربة الصينية الان لا يقل عن وجود الخلفية الامريكية بشىء. بدأت الولاياتالمتحدة تسيطر على توزيع التأشيرات بشدة بعد حادث 11 سبتمبر, وحول الاشخاص انظارهم الى الصين. وبدأت العائلات التى كانت تأمل فى ان ترسل ابناءها الى قبول التعليم فى الولاياتالمتحدة بدأت تدرك ان ذهاب ابنائها الى الصين افضل خيار لها. على سبيل المثال, كانت ماليزيا تضع التعليم باللغة الانجليزية فى المركز الاول خلال الثلاثين سنة الماضية, ولكن الطلبة فيها الان يتسابقون الى المدارس التي تدرس فيها المواد الدراسية باللغة الصينية. لنأخذ اندونيسيا كمثل ثان, كان فيها كثير من المسئولين فى الحكومة تلقوا التعليم فى الولاياتالمتحدة, ولكن الشباب من الجيل الجديد يعتبرون دراستهم فى الصين تيارا سائدا. وفقا للاحصاء الوارد من الصين, حصل 2.563 طالبا اندونيسيا على التأشيرات الى الصين للدراسة فى العام الماضى, بزيادة 51 بالمائة عن العام الاسبق. بينما حصل 1,333 طالبا اندونيسيا على التأشيرات الى الولاياتالمتحدة للدراسة بانخفاض 80 بالمائة عن عام 2000. مع نمو اقتصاد الصين المزدهر, تتجه سمعة الصين فى اسيا نحو اتجاه الارتفاع الملحوظ, فيعتبر الاسيويون من الجيل الجديد مدينة شانغهاى مانهاتن جديدة. فى الوقت الذى تتسرب وتنتشر الثقافة الصينية فى العالم. وكانت الادارة الامريكية قد عملت على خفض عدد مراكز تعليم اللغة الانجليزية فى جنوب شرق اسيا الى حد كبير. الاكثر ان اذاعة الصين الدولية تبث برامجها حول الوضع الصيني الممتاز طوال 24 ساعة فى كل اليوم, كما تنقل محطة التلفزيون المركزية الصينية برامجها الثقافية والترفيهية باللغة الانجليزية الى العالم, ولكن الولاياتالمتحدة تفقد وسيلة تلفزيونية تنقل سياسات الحكومة الامريكية.