انتشرت في الآونة الاخيرة وبشكل لافت للانظار المقاهي الشعبية حيث اصبحت المكان المفضل الذي يرتاده الكثير من الشباب وتجد كل واحد منهم وقد توشح بالانبوب ويسحب الانفاس ويحبسها ثم ينفخ الابخرة المتصاعدة ليشعر بالنشوة الكاذبة والسعادة المصطنعة (اليوم) تجولت في بعض المقاهي التي تقدم الشيشة والمعسل ورصدت بعض آراء مرتادي تلك المقاهي الشعبية والمختصين من خلال هذا الاستطلاع: التخلص من الرتابة قال ماجد سلطان شاب جامعي :انا ادخن المعسل للتخلص من الشعور بالكآبة والرتابة في الحياة اليومية فمحاضرات وكتب ومراجع واختبارات وهموم اما المعسل فهو ينسي ولو قليلا بعض هموم الدنيا اليومية فاجد فيه نوعا من الترفيه البريء وذلك حسب الظروف المتاحة مع بعض الاصدقاء واضاف سلطان ان تدخينه المعسل ليس من باب الادمان بل من باب العادة فهو يستطيع الانقطاع عن تدخين المعسل وقتما يشاء وذلك بدليل ان ليس هناك تخطيط مسبق لزيارة هذا المقهي بل حسب الوقت المتاح. فيما ذكر طارق الخطيب 20 عاما انه يزور هذه المقاهي الشعبية ويدخن المعسل في محاولة يائسة منه للتخلص من واقعه المرير والضغوط النفسية التي يتعرض لها بعدما اعياه البحث عن وظيفة التي وصفها بانها اصبحت ضربا من ضروب الخيال او حلما يراوده قبل ان ينام حيث اصبحت الحياة اكثر سوداوية في نظري ونظر من يمرون بنفس ظروفي واجد في تدخين المعسل السلوة الوحيدة التي ربما تخرجني من دائرة القلق المفزع قد ربما يكون هذا خطأ اقترفه بحق نفسي ولكن دون ارادتي. ويصف حسن اليامي زيارته شبه اليوميه للمقهى الشعبي بانها امر اصبح لزاما عليه ويقول اعتدت على زيارة المقهى للقاء الاصدقاء الذين يجمعهم المقهى ويحررهم من الالتزام داخل المجالس المنزلية ولكن اكثر ما يزعجه هو ارتياد هذا المقهى بعض المراهقين وصغار السن بل وتدخينهم الشيشة او المعسل امر مزعج ولكن في النهاية تكون حرية شخصية تقع على والديه الذين لا يعلمون اين يذهب ابنهم؟ واين يصرف نقوده؟ عموما فكرة المقهى ربما لا تروق للكثيرين ولكن اين البديل؟ واوضح فلاح العبدالمحسن ان كل متنزه واي مكان عام كحديقة او سوق تجد العبارة التي تفاجئك بان المكان مخصص للعوائل وكاننا غرباء او الشبهة اصبحت تطاردنا فلم نجد الا المقاهي الشعبية امامنا ثم ماذا تعتقد سيقدم المقهى الشعبي غير الشيشة والمعسل والمشروبات الساخنة والباردة وربما يكون والله اعلم تدخين المعسل اقل خطرا من تدخين السجائر كما نسمع من الاخرين وحقيقة لم افكر في الامتناع عن ارتياد المقاهي الشعبية وقد كونت صداقة وعلاقات مع الكثير من زبائن هذا المقهى. البدائل محمد الشمري وصف المعسل بالصديق الضار موضحا انه ادمن تدخين المعسل منذ زمن ليس بالقصير وقال مازلت اذكر البدايات التي كانت عبارة عن مجاراة الاصدقاء ثم افترق الاصدقاء ولم يبق المعسل حاولت ان ادخن المعسل داخل البيت لكن خوفي على اطفالي الصغار منعني من ذلك وتابع الشمري حديثه اكون كاذبا ان قلت لك انني حاولت الاقلاع عن تدخين المعسل فانا ربما مازلت استحسن فكرة التدخين واعلم بان هذا اخطاء لكن الله المستعان وكثيرون هم الذين يتحدثون عن ذلك ولكن اين البديل يا ترى؟ في مجال آخر قال امام وخطيب احد مساجد محافظة الخبر الشيخ عبدالعزيز الصقر ان الثوم والبصل كلاهما حلال مكروهان فكيف بالتدخين سواء كان سجائر او معسلا او شيشة فهو خبث من الخبائث وقد حرم عدد كبير من العلماء الاجلاء التدخين بدليل قول الحق عز من قائل (ولا تلقوا بأيديكم الى التهلكة) والتدخين بكافة انواعه يدعو الى التهلكة ماديا وجسديا ونفسيا واجتماعيا فكل ما يدخل جوف الانسان ولا يذكر عليه اسم الله ولا يحمد عقبه لا خير فيه حتى ان المدخن يفقد نضارة وجهه فهو يحرق نفسه بيده واملي في المختصين ان يصدقوا الله في محاربة هذه الآفة بوقف تراخيص انشاء المقاهي التي تقدم الجراك والشيشة وما هو في حكمها ومحاولة رفع اسعار السجائر او فرض القيود عليها. كلكم راع وقالت الاخصائية الاجتماعية نجوى العجمي ان تدخين الشيشة والمعسل من الصور المستهجنة وعكس ما يتصورها البعض على انها حرية شخصية فالواجب علينا المحافظة على شبابنا وبناتنا وانفسنا من كل مخاطر المعسل والشيشة واجدها فرصة لدعوة تكاتف الاسرة مع المدرسة للتنشئة السليمة منذ الصغر ومجتمع مثل المجتمع السعودي متمسك باخلاقياته وعاداته وتقاليده والضوابط الاجتماعية وموروثة الشعبي يستنكر هذه العادة السيئة التي تفاقمت واصبح عدد كبير من الفتيات يدخن المعسل والمطلوب هو انطلاق حملة توعوية بشكل مكثف والتحذير من اقران السوء وحديث رسول الله صلى الله عليه وسلم خير نبراس لنا عندما تحدث عن نافخ الكير وحامل المسك فالاول يحرق ثوبك والاخر تنال من عطره وكلمة اخيره لاولياء الامور اوجزها في حديث المصطفى حينما قال (كلكم راع وكلكم مسؤول عن رعيته). 4000 مادة كيمائية الدكتور حسام عبدالحكيم اوضح ان تدخين الشيشة والمعسل سبب رئيسي للالتهابات الرئوية المزمنة التي تؤدي الى الاورام السرطانية بالرئة كما تؤدي للاصابة بالدرن الذي ينتقل بواسطة مبسم الشيشة او المعسل وتغيير المبسم لا يقلل من الخطورة لان الميكروب يكون متواجدا في خراطيم الشيشة او المعسل وايضا يتواجد في المياه الخاصة بها ويضيف الدكتور عبدالحكيم إن الكثير من المدخنين لا يعلمون ان المعسل بطعم الفواكه اشد خطورة من غيره لاحتوائه على اكثر من 4 الاف مادة كيميائية ضارة بالشعب الهوائية والرئة مما يؤدي الى تلف فيها وايضا تدمير الحويصلات الهوائية بالرئة المسؤولة عن تبادل الغازات بدخول الاوكسجين للدم وخروج ثاني اكسيد الكربون من الجسم وهذا ما يسبب الصداع او زغللة بالعين واضطرابات القلب وزيادة التوتر والقلق لمدخن الشيشة او المعسل خصوصا نتيجة تأثير المواد الكيميائية الضارة على الاعصاب التي تؤدي للاصابة بسرطان الفم او الحنجرة والجلد وعلى اقل تقدير الاصابة بالقرحة في احسن الاحوال علما بان معسل الفواكه خال من التبغ يحتوي احيانا على قشور الفواكه التي يتم تخميرها ومعالجتها بالجلسرين او بالمولاس الذي يتحول الى مادة الارولين عند حرقه بالفحم وهذه هي المادة الاساسية المسببة لسرطان الرئة. التبغ قاتل واوضح مدير مستشفى الامل للصحة النفسية بالدمام محمد علي الزهراني ان عيادة مكافحة التدخين بالمستشفى تم تدشينها في 27 من الشهر الثاني في العام 1421ه المصادف لليوم العالمي للامتناع عن التدخين تحت شعار (لا تدخن فالتبغ قاتل) والعيادة تقدم خدماتها للجمهور بكل كفاءة مجانا دون مقابل ويعتمد العلاج بالعيادة على العلاج الدوائي وذلك للتغلب على الاعراض الانسحابية مثل الصداع وسرعة الغضب والتوتر ثم يتم الارشاد والتوجيه والتثقيف بالافلام وتدريبات الاسترخاء بواسطة احدث الاجهزة واخيرا يتم العلاج بالابر الصينية او التبيه الكهربائي للاعصاب بدون ابر والعلاج الجمعي للاخصائي النفسي. دور وقائي وقال الطبيب النفسي الدكتور عصام شوقي ان عيادة مكافحة التدخين استقبلت اكثر من 400 مدخن منذ افتتاحها واستطاع هؤلاء التوقف عن التدخين والاقلاع عنه وتعتمد نسبة النجاح على مدى دافعية المدخن والتزامه بالبرنامج العلاجي واوضح الدكتور شوقي ان عيادة مكافة التدخين بالاضافة الى خدمتها العلاجية تقوم بدور وقائي وذلك عن طريق نشر الوعي الصحي والتعريف بالاثار المترتبة على المدخن وخصوصا الشباب منهم حيث تضم عيادة مكافحة التدخين عددا من الاطباء الذي لديه خبرات متميزة في علاج ادمان التدخين. يحبس الانفاس