استمرت عملية الشد والجذب بين إيران والوكالة الدولية للطاقة الذرية بسبب مسودة قرار حول البرنامج النووي الإيراني. ورفض أعضاء الوفد الإيراني القرار الذي قدمه الاتحاد الأوروبي إلى مجلس المحافظين للوكالة الدولية للطاقة الذرية المنعقد حاليا في فيينا لتقرير إحالة القضية إلى مجلس الامن الدولي. وقال أعضاء الوفد الايراني إن نص القرار لا يتفق مع الاتفاق الذي توصلت إليه إيران في وقت سابق الشهر الحالي مع وزراء خارجية الدول الاوروبية الثلاث بريطانيا وألمانيا وفرنسا. وفي طهران طالب الرئيس الايراني محمد خاتمي بتعديل نص القرار. ويشيد القرار بالتعليق الطوعي والمؤقت الذي أعلنته إيران لبرنامج تخصيب اليورانيوم ولكنه يطالبها بالوقف النهائي لنشاطات تخصيب اليورانيوم. واستمرت المفاوضات في فيينا طوال أمس الأول الخميس بغية التوصل إلى حل وسط تقبله إيران والولايات المتحدة التي تعارض بشدة برنامج تخصيب اليورانيوم. وأفادت مصادر في الاتحاد الاوروبي بأنه طرأت تعديلات عديدة على نص القرار إثر الخلاف الاخير المتعلق بالتكنولوجيا النووية الايرانية. وفي كلمته الافتتاحية أمام اجتماع مجلس المحافظين قال مدير الوكالة الدولية للطاقة الذرية محمد البرادعي إن أعمال التفتيش على البرنامج النووي الايراني ستستغرق وقتا أطول من المعتاد بسبب سياسة التكتم التي كانت تتبعها طهران. ومن جانبه كشف مصدر عسكري إيراني رفيع بوزارة الدفاع طالبا عدم الافصاح عن هويته عن تفاصيل مشروع (الزلزال) معتبرا هذا المشروع خطرا قد يهدد الكيان الايراني شعبا ونظاما، وفي حديث خاص لصحيفة الشرق الاوسط تم عبر الانترنت تحدث المسؤول الايراني وهو برتبة عميد ثان عن كابوس يعيشه العديد من كبار العسكريين وقادة الحرس ممن يفكرون في مستقبل ايران ومصير أجيال شابة ليس في ايران فحسب بل بالمنطقة بأسرها. وروى الجنرال الايراني كيف تم سحب ملياري دولار في شهر مارس الماضي ومليار ين وخمسمائة مليون دولار في شهر أكتوبر من صندوق الفائض النفطي (الايرادات الاضافية الناتجة عن ارتفاع اسعار النفط الخام) بأمر المرشد آية الله علي خامنئي لتمويل المراحل الثانية والثالثة والرابعة لمشروع (الزلزال) وهو مشروع من خمس مراحل لبناء ترسانة عسكرية مرعبة ومخيفة من السلاح الصاروخي الهجومي برؤوس ميكروبية وجرثومية وكيماوية ونووية. وخلال شهر اكتوبر الماضي تم اختبار نوع متطور جدا من صواريخ شهاب 3 والماكر في منطقة آستارا القريبة من بحر قزوين والحدود الايرانية الاذرية بنجاح كامل بحيث جرى اطلاق الصاروخ من منصة متحركة وسقط الصاروخ بعد عشرين دقيقة من إطلاقه في قرية قريبة من مدينة سرافان في محافظة بلوشستان على بعد 1990 كيلومترا عن مدينة آستارا. وكشف المصدر الايراني عن ميزانية اضافية تبلغ حوالي مليار ين ونصف المليار دولار قد تم تخصيصها لاستكمال المراحل المتبقية لمشروع (الزلزال) خاصة المرحلة المعنية بانتاج القنابل الذرية.