ان كلمة (قاموس) كانت تعني البحر، او ذلك البحر العظيم، وقد قيل انه اعمق موضع فيه، وقد ظهر ان اغلبية علماء العربية الاقدمين الذين حاولوا جمع اللغة كانوا يطلقون على مؤلفاتهم اسما من اسماء البحر، او صفة من صفاته. فقد اطلق الصاحب بن عباد على معجمة اسم (المحيط) ثم اعقبه ابن سيده بمعجمة (المحكم والمحيط الأعظم) ونجد كذلك معجم (العباب) لصاحبه الصاغاني. حتى جاء من قد اعجب العلماء والفقهاء لما امتاز به من ايجاز ودقة وضبط انه (الفيروزبادي) صاحب مسمى (القاموس المحيط) الذي قد غدا المرجع الوحيد في اللغة لتمييزة بين الصحيح وغيره، وبين القديم والمولد ولانتشاره. تولد معنى جديد للفظة (قاموس) في اذهان الناس فكانوا يقولون (فلان قاموس) او يتندرون بقولهم (فلان يتقامس) اي يستعمل كلاما من القاموس. وقد اسهم احمد الشدياق بوضع معجمه (الحاسوس على القاموس) في شيوع كلمة (قاموس). بمعناها الجديد الذي يعني (المعجم) كما انه لا يغفل سعيد الزيتوني عندما وضع معجمه (اقرب الموارد) واثبت فيه المعنى المولد لكلمة قاموس فقال: (القاموس: كتاب الفيروزبادي في اللغة العربية لقبه بالقاموس المحيط، ويطلقه اهل زماننا على كل كتاب في اللغة، فهو يرادف عندهم كلمة معجم وكتاب لغة)، ومن بعده حافظ العلماء وواضعو المعاجم على هذا المعنى المولد. @@ فهد علي صالح القرني