أمضيت أيام العيد في وادي بن هشبل , وذلك تلبية لدعوة كريمة , تلقيتها من صديقي الحميم سحمان الركف , وقد عدت لمضارب قومي في ساعة متأخرة من ليلة الأحد الماضي , وما أن اقتربت من خيام الحي حتى وجدت النار مشبوبة في خيمة شقيقتي ( أم شرار ) وهناك أصوات ملاسنات تصدر من داخل الخيمة , فتنحنحت , وسميت بالرحمن الرحيم ودخلت إلى الخيمة , وقد أصابتني الدهشة عندما وجدت العزيزة ( أم شرار ) تترأس اجتماعاً يضم كبار أصدقائي . مثل ابن هميجان وبجاد والمنكوب شرار , وبالإضافة صعصعة السبهللي , وتأبط شراً وطوني الطرهوني , وقد كان السيد حسين سكه يقوم بدور مسجل الاجتماع , وبعد أن سلمت على الجميع , سألت أم شرار عن دواعي الاجتماع , فقالت إنها قررت وبناء على نصيحة البهلول ( حسين سكه ) أن تصدر مجلة شعبية , و أنها قد أخذت رأي ابن هميجان , ووافق على ذلك, و أثناء حديثها أحسست أن الدم بدأ يغلي في رأسي , لان أختي قد جرفها تيار التغيير , فجالست الرجال مما جلب لي الضيق , بالرغم من أنها عجوز شمطاء , ولكن أكثر ما أثارني , أنها سلكت هذا الطريق التافه , لذلك ارتجلت كلمة انفعالية حتى أضع نقطة نظام أمام أم شرار قلت لها فيها.. ويحك يا امرأة , لقد مرمطتي سمعتي بالتراب .. هذا اللي كان ناقص .. أختي تفصخ الحياء وتجالس الرجال , وتقرر إصدار مجلة شعبية . هذا اللي كان ناقص , ما باقي إلا تستأجرين شقة بالدمام أو الرياض أو الخبر , وتصير مسدح ومردح لأغبياء الساحة الشعبية الذين لا يجيدون سوى استعراض غترهم المنشاة فوق رؤوسهم الفارغة.. يا أم شرار .. اقلعي عن نواياك الشريرة ولا تصيرين مثل اللي ببالي , وإلا والله لأتبرأ منك على رؤوس الأشهاد "صب قهوة يا بجاد" , ولا تقعد تخطي وتجيب لي قهوة تركية مثل قهوة المجلة إياها اللي تقدم لتعساء الساحة الشعبية على طريقة ( جيب قهوة يا زول ) ..!!