هنأت (اليوم) الروائية السعودية ليلى الجهني لترشيح روايتها "فردوس اليباب" لإصدارها ضمن مشروع كتاب في جريدة، فهي روائية وإن لم تصدر عملاً آخر غيرها إلا أنها حظيت بمتابعة جادة من قبل الكثير من النقاد واحتفي بها في الصحافة، على الرغم مما أثير حولها وهمس كثيراً حول أنها ليست صاحبة العمل وأن أحداً ما كتبه، إلا أن هذه الهمسات ذهبت بعيداً مع مرور الأيام واستقرت ليلى الجهني كواحدة من الروائيات اللاتي يتوقع لهن مستقبل ً في عالم الرواية. وحينما سألناها متى ترى روايتك الثانية النور رفضت التعليق على السؤال واكتفت بالقول عندما تنتهي، فهي كما عودتنا دائماً قليلة الكلام للصحافة، وتنتظر أن تقدم شيئاً ما حقيقياً قبل أن تدلي بأي تصريح. وعن مشاعرها عند سماعها الخبر قالت الجهني إنها تشبه تماماً مشاعري عندما تلقيتُ منذ أعوام اتصالاً يخبرني بفوزها بالمركز الأول في مسابقة الشارقة للإبداع . مشاعر مختلطة وغريبة، تشبه الارتباك لكنها ليست ارتباكاً، وتشبه الفرح، لكنها ليست فرحاً خالصاً. وبالتأكيد هناك دهشة، كيف يمكنني ألا أشعر بالدهشة؟ أمر لم يمر ولو للحظة في بالي، وأنا أتصفح أعداداً من سلسلة كتاب في جريدة في أيام بعيدة خلت، أن تصدر الفردوس اليباب يوماً عبر هذه السلسلة، وهو أمر سأفرح به قليلاً، لكني سأشعر بثقله طويلاً، بصدق ثقيل جداً هذا الاحتفاء. وتتحدث الجهني عن الاستقبال النقدي لروايتها وفيما إذا كانت تعتقد أنها حظيت بالاهتمام الذي تستحقه من قِبل النقاد قائلة :لا أستطع أن أنكر أنه كان استقبالاً جميلاً. لقد حظي العمل باهتمام أكثر مما توقعته أو انتظرته. وأكثر ما سرني - إن جاز لي أن أقول ذلك - في هذا الاستقبال أنه جاء عفوياً دون سعي أو تدخل مني. ونفت الجهني ما أشيع من أنها حملت عملها لتدور به على أبواب النقاد، وأضافت قائلة لكن الذي لا يعرفه كثيرون أني غادرتُ هذا العمل مذ طبع لأول مرة في عام 1998م ، تركته يواجه مصيره وحده . كل الذين كتبوا عنه في الداخل أو في الخارج، كتبوا لأنهم يريدون أن يكتبوا. لم يكن للعلاقات الشخصية أو (الواسطة) دور في ذلك. معظم من كتبوا عنه لا تربطني بهم أدنى علاقة. وأشارت الجهني إلى أن هناك أسماء كثيرة وكبيرة كتبت عن العمل، وقالت أسعدني ذلك، وأسعدني أكثر انني لا أعرفهم، وليس بيني وبينهم ما يستدعي المجاملة. وسيقولون أيضاً إن ترشيحه جاء بفضل (الواسطة)، وسأبتسم، أعد من يقولون ذلك بأني سأبتسم بهدوء، وسأتذكرني غائصة في كتبي ومحاضراتي، غافلة عن أن ثَمَّ من يرشح "الفردوس اليباب" لتصدر في سلسلة مشروع كتاب في جريدة، وسأقول لنفسي، وربما لهم، إني حتى لم أحظَ بفرصة التعرف على د/ سعيد السريحي، أو حتى مهاتفته ذات مرة، حتى يرشح عملي، ومع ذلك فقد رشحه. إن كان لي أن أشعر بشيء الآن فهو امتنان عظيم لخالقي، وامتنان عاجز لكنه صادق للدكتور سعيد السريحي، والأستاذ سعد الحميدين. وترى الجهني أن هناك أعمالاً روائية نسائية ورجالية تستحق الإشادة، لكنها من جهة أخرى ترى انها ليست ناقدة أو بحسب تعبيرها ليست قامة بطول المنجز الروائي المحلي حتى تقيمه، في سؤال لها عن تقييم المنجز الروائي المحلي، وتقول لا أميل كثيراً إلى إصدار الأحكام، ولا إلى عقد المقارنات. هناك من يفعل ذلك، وباستمتاع، ولا أحب أن أزاحم أحداً على ما يستمتع به . لي البهجة بأعمال قرأتها وسأقرأها بعيداً عن أن أقيّمها مقارنة بغيرها سواء على الصعيد المحلي أو العربي . لكل عمل جوه ومزاجه وعالمه الخاص به بعيداً عن أي مقارنة، والأمر في النهاية ذائقة لا تستطيع أن تفرض عليها ما لا تريده. ولو سألتني عن ذائقتي لقلت لك انني وقفتُ أمام أعمال كثيرة وأحببتها منها الموت يمر من هنا لعبده خال، ميمونة محمود تراوري، وهناك عوالم رجاء عالم، مرهقة ذهنياً، لكنها تنطوي على جمال فريد. لدي أعمال أنتظر أن أتفرغ لقراءتها، وثمَّ ما يشي بأنها ستحمل لي بهجة ما. ورفضت الجهني ترشيح أي عمل لمشروع كتاب في جريدة ليس تهاوناً وإنما لأنها لم تقرأ الكثير من الأعمال المتواجدة كون أغلبها مطبوعا في الخارج وتقول يؤسفني أني لم أحظَ بفرصة الإطلاع على أعمال نسائية كثيرة. فالكتاب السعودي متاح في الخارج أكثر منه في الداخل. ولم يتسنَ لي المرور بروايات قرأت عنها ولم أقرأها مثل البوصلة لنورة الغامدي، وأجندة مغتربة لخلود السيوطي، وغيرها . ومادمتُ لم أطلع بما يكفي، فليس من حقي أبداً أن أرشح .