ترتيب الأولويات قاعدة مهمة للتخطيط للمستقبل، فالإنسان الناجح هو من يستطيع أن يحقق أفضل النتائج في الوقت المتاح، ولن تتمكن من ذلك إلا باتباع قاعدة (ترتيب الأولويات) والتي تعني ترتيب الأهداف والمهمات والأعمال بحسب الأهمية، الأهم فالمهم. وبذلك يستطيع الوصول لأهدافه المرسومة في أسرع وقت ممكن. ومشكلة بعض الناس أنهم يبدأون بالمهم قبل الأهم، وبغير العاجل قبل العاجل، وبغير الضروري قبل الضروري؛ فتختلط الأمور، ويضيع الوقت بغير فائدة، أو بفائدة قليلة. والغريب أننا نضيع الكثير من أوقاتنا في أمور هامشية وتافهة وغير ضرورية، والأمثلة على ذلك كثيرة نذكر منها: مشاهدة التلفاز لأوقات طويلة وفي أمور غير مفيدة، والإدمان في استعمال الإنترنت لساعات طويلة من دون الاستفادة من ذلك في أمور نافعة. في حين أن الإنسان يجب أن يكون لديه رسالة واضحة في حياته، ويرسم لنفسه أهدافاً محددة، ويعمل على استثمار كل دقيقة من حياته في تحقيق أهدافه، وأن يبدأ بإنجاز واستثمار الأهم فالمهم كقاعدة لا غنى عنها لكل من يروم النجاح والتقدم والتطور. وترتيب الأولويات شيء في غاية الأهمية حتى لا تضيع الجهود، أو تتبعثر الطاقات، ففي المجال الاقتصادي مثلا يجب أن نراعي أولوياتنا الاقتصادية لا أن نبذر أموالنا في أمور كمالية وهامشية من دون أي تخطيط أو تفكير، حتى نجد أنفسنا وقد أصبحنا نعيش في أزمات اقتصادية خانقة، كان بإمكاننا الوقاية منها لو رتبنا أولوياتنا الاقتصادية بحسب قاعدة الأهم فالمهم. وكذلك الطالب في دراسته عليه أن يلاحظ ما يحتاج إليه مجتمعه من كفاءات، وما ينقصه من تخصصات علمية. وبمعنى أدق: يجب أن يلاحظ ما يحتاج إليه سوق العمل، فيتوجه إلى التخصصات ذات الحاجة وذات الأهمية؛ لأنها تمثل أولوية له ولمجتمعه ولسوق العمل. وكذلك الحال بالنسبة للإنسان العابد في عبادته، إذ لا يصح له أن يترك الأعمال الواجبة ويأتي بالأعمال المستحبة بدلا عنها! وهكذا، يجب أن ندرب أنفسنا على الاهتمام بترتيب الأولويات، ومراعاة الأهم فالمهم حتى نستطيع الوصول لأفضل النتائج بما يضمن لنا النجاح في الحاضر والمستقبل. محمد علي الشريف العجلاني الكلية الجامعية في القنفذة