تملك جوينيث أولوفسون مؤلفة كتاب "إذا كنت في روما أو ريو أو الرياض" شركة كومينيكو، وهي شركة تدريب واستشارات دولية مقرها الرئيسي في السويد. ومنذ أكثر من عشرين عاما وهي تساعد موظفي الشركات من كل المستويات الوظيفية على تجنب الأخطاء السلوكية أثناء سفرهم للخارج أو استقبالهم لوفود خارجية في بلادهم. فهي ترى أن جزءاً كبيرا من نجاح الأعمال والصفقات الخارجية يكمن في معرفة السلوكيات الاجتماعية وتلك التي تتعلق بالأعمال. فكثيرا ما تكون تلك السلوكيات هي السبب في فشل صفقات كانت لتتم بنجاح كبير لولا تلك الهفوات غير المقصودة والتي كثيرا ما تتم بنيات حسنة. أما علاجها فهو بسيط، ويكمن في التعرف على ثقافة البلد الذي ستزوره أو ستستقبل زوارا منه حتى لا يقع سوء فهم غير مقصود منك أو منهم. وبذلك لا تضمن فقط نجاح الصفقة، بل تضمن اكتساب أصدقاء جدد وعلاقات جيدة حول العالم أجمع. فالعولمة والتطور التكنولوجي السريع الذي شهده العالم مؤخرا أدى إلى اتصالات أوسع وعلى نطاق أكبر مع بلدان وثقافات لم يكن لنا أية علاقات سابقة بها، بسبب بعد المسافات الجغرافية. أما وقد زال هذا الحاجز الصعب، فقد انفتح العالم على بعضه شرقا وغربا، شمالا وجنوبا. وزادت نتيجة لذلك حركة التجارة والمعاملات لصالح الجميع. ولكن جاء معه هذا الانفتاح أيضا بمشكلات جديدة لم نكن نعاني منها من قبل. منها مشكلة التعامل مع ثقافة مختلفة تماما عن ثقافتنا، قد نسيء فهمها وتسيء فهمنا. وذلك بسبب عدم استعدادنا لتلك المواجهة غير المتوقعة. لكل تلك الأسباب وضعت المؤلفة كتابها هذا، حتى تتم عمليات التجارة والتعاون على أكمل وجه، وبدون منغصات صغيرة قد تفسد الأمر كله. فقد كانت المؤلفة مطلعة أكثر من غيرها على بعض عادات وتقاليد الشعوب. وكان ذلك نابعا من اهتمام شخصي لديها. ووجد أصدقاؤها أنها تمثل أكبر عون لهم إذا ما سألوها عن مفهوم سلوك ما في إحدى الثقافات. ومرة بعد مرة بدأوا يضيفون إلى معلوماتها ما يقابلونه من جديد أثناء تعاملاتهم في أسفارهم، فأضافته إلى معلوماتها ليصبح لديها بعد حوالي عشر سنوات ذخيرة هائلة من معلومات التعاملات السلوكية في البلاد الأخرى، استخدمتها كقاعدة متينة لكتابها الجديد الذي نعرضه اليوم. وتؤكد المؤلفة على أن أكبر ضمان للسلوك السليم في بلد ما هو التعرف على الخلفية التاريخية والاجتماعية لذلك السلوك. إذ يساعد ذلك على تثبيت المعلومة وعلى تفهم أكبر لذلك السلوك وقواعده، ومن ثم احترامه. ولا يتعلق الأمر فقط بالصفقات والعلاقات التجارية وعالم الأعمال. بل تود المؤلفة لو تستطيع من خلال كتابها هذا أن تبدد الفكرة الخطأ السائدة بين الكثيرين الذين يقسمون الناس ما بين "نحن" و"هم". فرغم الاختلافات الكبيرة في العادات، وجدت المؤلفة من خلال أبحاثها ودراستها والمعلومات التي جمعتها أن هناك قدرا أكبر بكثير مما نتخيل من السلوكيات والقواعد. كما تريد المؤلفة دحض الفكرة القائلة بأن سلوكياتنا هي الوحيدة السليمة، وسلوكيات الآخرين خطأ. فصاحب الذهن المتفتح كثيرا ما يراجع السلوكيات التي نشأ عليها عند التعرف على ثقافات أخرى قد يجد سلوكياتها أقرب للمنطق والعقل، أو أكثر تناسبا للبيئة هناك. وهذا الكتاب مفيد بالطبع للجميع، لكنه مؤكد الفائدة لأربع فئات من الأفراد، هي: 1) العمليون: أي الراغبين في تحسين علاقاتهم مع الآخرين لأسباب تجارية أو مالية أو غير ذلك من الأسباب العملية. 2) أصحاب الذهن المتفتح المتسائل: الذين يرغبون في المعرفة عن اهتمام صادق، وليس لاستخدامها كوسيلة لتحقيق النجاح في مجال ما. وهم المثقفون الراغبون في التعرف على ثقافات وحضارات وأساليب تفكير أخرى مختلفة. 3) الذين مروا بتجربة سيئة جراء جهلهم بعادات وتقاليد الشعوب الأخرى: كمن فقد صفقة كبيرة نتيجة جهله بأصول التعامل، أو من فقد صديقا بسبب جهله بقواعد السلوكيات. وهؤلاء يكونون الأكثر حماسا لاكتساب تلك المعرفة بعد الخسارة التي حققوها بسبب جهلهم. 4) المتخوفون بطبيعتهم: أي الحريصين الذين لا يقدمون على أية خطوة قبل دراسة جميع نواحيها. فنجد مثل هذا الشخص إذا رغب في عقد صفقة أو أي وجه من أوجه التعاون في بلد آخر، يبدأ بدراسة عادات أهله وأسلوبهم في إدارة دفة الأعمال حتى يتمكن من التفاهم معهم من البداية على أساس سليم. كتاب نحتاجه بشدة في ظل العولمة التي تهيمن على العالم أجمع، رابطة جميع بلدانه برباط وثيق من التقارب العملي، الذي لا ينجح أبدا بدون تقارب ذهني وفكري وثقافي. When in Rome or Rio or Riyadh.. Cultural Q &Aشs for Successful Business Behavior Around the World By: Gwyneth Olofsson 326 pp. - Intercultural Press - A Nicholas Brealey Company