قال الصندوق الدولي للتنمية الزراعية التابع للامم المتحدة (ايفاد) في تقرير يوم الثلاثاء الماضي ان 90 بالمائة من الفقراء من اصحاب المشروعات الصغيرة وهم أكثر من مليار - على مستوي العالم يفتقرون للخدمات المالية الاساسية التي يحتاجونها لتحسين أوضاعهم. وأفاد التقرير أن حرية الوصول لخدمات مثل الائتمان والادخار والتأمين وتحويل الاموال قد تنتشل الملايين على مستوى العالم من ربقة الفقر المدقع. وقال غاري هاو كبير مخططي التنمية في ايفاد لرويتر في لندن: ان بعض الدول الآسيوية مثل الهند والصين وفيتنام واندونيسيا تتخذ خطوات باتجاه حل هذه المشكلة. غير أن النمو الاقتصادي البطيء وعدم القدرة على الانتقال من الادارة الحكومية للمؤسسات المالية الى كيانات مالية مستقلة تعمل بشكل تجاري من العوائق التي تواجهها بعض الدول الافريقية. وقال هاو (مصحح) المنطقة التي لا نشهد فيها تطورا يذكر هي افريقيا . وأضاف: ان النمو الاقتصادي المتسارع في آسيا فتح فرصا جديدة للكسب أمام الفقراء مما مهد الطريق لنمو القطاع المالي الجزئي. وتابع: ليس هناك صلات قوية في افريقيا اذ أن الاقتصاد لا يوفر الفرص للنمو ويرجع ذلك جزئيا أيضا الي الوضع التقليدي للبنوك التجارية في افريقيا باستثناء جنوب افريقيا . ومضي يقول: أعتقد أنه يتعين علينا التركيز بدرجة كبيرة على افريقيا في الاعوام المقبلة. فقد أصبحنا أكثر ادراكا للتداعيات السياسية لتعطل التنمية في بعض أجزاء العالم . وقالت ايفاد ومقرها روما ان توفير الخدمات المالية الاساسية للفقراء قد يساعد في تحقيق مستوى التنمية المستهدف المتفق عليه عالميا في بداية هذه الالفية وهو خفض نسبة الذين يعيشون بأقل من دولار في اليوم الى النصف بحلول عام 2015. ويعمل بنك اي.سي.اي.سي الهندي ثاني أكبر بنك تجاري في البلاد مع جماعات خيرية لمساعدة 2.5 مليون أسرة فقيرة على الحصول على ائتمانات وغيرها من الخدمات المالية. وقالت ايفاد: انه حتى رؤوس الاموال العالمية بدأت تهتم بسوق الخدمات المالية الجزئية. وفي (يوليو) طرحت أسواق رأس المال الامريكية أول سندات للقروض الصغيرة باجمالي نحو 40 مليون دولار وذلك للمساعدة في تنمية الخدمات القروض الصغيرة في تسع دول نامية. وقال هاو: إن موجة الغد تتجه نحو اتاحة الفرصة للفقراء للوصول الى خدمات مالية تجارية بعيدا عن خطوط الائتمان التي توجهها الحكومات أو التحويلات الدولية. وأضاف: لكن خدمات القروض الصغيرة الجزئية ليست هي الدواء الشافي من كل داء. فاذا لم تكن هناك قدرة على دخول السوق وربحية اساسية فان القروض الصغيرة لن تحل المشكلة . وفي 18 (نوفمبر) ستبدأ البورصات في العديد من المدن ومنها نيويورك وميلانو في عام الائتمانات الصغيرة الذي أعلنت الاممالمتحدة أنه سيكون عام 2005.