تتفاوت علاقات الناس بين بعضها البعض وسلوك كل فرد فبين منفتح على الكل تعددت علاقاته الاجتماعية وتنوعت لما يمتلكه من روح مرنة شفافة اعطته هذه المكانة الاجتماعية او بسبب مركزه الاجتماعي لنوع الوظيفة التي يمارسها او للمكانة العائلية التي تعلق بها المجتمع فاصبح بكل تلك المقدمات فردا يومه ملىء بالتداخلات والاجتماعيات على شتى الاصعدة ولا توجد عنده ساعة فراغ او حاجز عن الناس. وفي المقابل هناك فرد يعيش عكس كل تلك التفاصيل المتقدمة منغلقا على نفسه علاقاته الاجتماعية شبه متوقفة لا يمتلك نفسية تؤهله ان يتداخل مع الآخرين تزداد عزلته يوما بعد يوم لا يعرفه الناس وقد يحتاج عندما يسمعون بحادث طارىء له الى مدة كي يتعرفوا على شخصه ويحددوا هويته المنعزلة. ولاشك ان هذا النموذج ليس بقليل في مجتمعنا قد تتفاوت نسبته ولكنه موجود بشكل ملحوظ ونعتقد انه وضع لا يرضي صاحبه ويتمنى ان يكون وضعه كباقي افراد المجتمع من حيث كل تلك المقدمات الاولية التي ذكرناها في مقدمة الحديث. فما العلاج ولا نقول الحل لانها حالة مرضية تحتاج لارادة وعزيمة كي يتخلص منها ويشفى صاحبها ليكون فردا كباقي افراد المجتمع له برنامجه اليومي ويعيش تفاصيله المنفتحة مع الناس لا بمعزل عنهم. لانشك ان العلاج النفسي هو سيد الموقف في هذا المجال ولا نريد ان نتعدى بتقديم وصفة لهذا المرض فقد يستوقفنا المختص ويقول ان من يقدم دواء دون معرفة فكأنما مزج الطعام بالسم ونحن هنا لا نصف الدواء ولكننا نقدم نصيحة جربها البعض فكانت ناجعة وان لم تنفع فلن تكون سما قاتلا الا وهي العمل في مجال الخدمة الاجتماعية التي بدأت تتزايد حاجتها لمتطوعين يسدون مجتمعها يحملون هم اخوانهم ويساهمون في دعم برامج الخير التي تسعى لرسم البسمة على شفاه المحرومين والمحتاجين عندها سيشعر ذلك الفرد بانه يعيش في قلب المجتمع وان عزلته قد تبدلت الى حضور اجتماعي رحب يشعر بحلاوته ويتذوق طعمه وينعكس على باقي سلوكه الاجتماعي. وهنا قد يتفوق الفرد على غيره فقد تبدلت عزلته الى حضور واصبح ذلك الحضور مشكورا فقد ساهم في رفع معاناة او انجاح برنامج يسد حاجة محتاج او يسكن جوعه يتيم او يمسح دمعته ويقدم خدمة ملحوظة لابناء مجتمعه.. فهل بعد ذلك الحضور يمكن ان يقال انه فرد منعزل؟ @@ هاني علي المعاتيق