يتوجه سفراء مجلس الامن الدولي الى كينيا اليوم للضغط من أجل انهاء الحرب الاهلية المستمرة منذ 21 عاما بين الحكومة السودانية ومتمردي الجنوب والعمل على وقف صراع اخر في دارفور. وهذه الرحلة نادرة من نوعها فهي المرة الرابعة التي يجتمع فيها مجلس الامن خارج مقره في نيويورك منذ أكثر من 50 عاما ونظمها المندوب الامريكي في المجلس جون دانفورث الذي كان قبل ثلاث سنوات مبعوث ادارة الرئيس الامريكي جورج بوش لبدء محادثات سلام بين الشمال والجنوب،ووقعت اتفاقات أولية من شأنها تغيير هيكل الحكومة السودانية التي تعيش في حروب مستمرة منذ استقلالها عن بريطانيا عام 1959 باستثناء 11 عاما من الهدوء. وليس من المتوقع استكمال اتفاق نهائي هذا الاسبوع في العاصمة الكينية نيروبي حيث أجرت الخرطوم محادثات مع متمردي الجنوب. وعلى افضل تقدير يتوقع الدبلوماسيون التوصل الى مذكرة تحدد موعدا لاتفاق سلام شامل بحلول نهاية العام،وقال دانفورث أن من المهم بالنسبة لمجلس الامن أن يؤكد للجانبين أهمية استكمال عملية السلام بين الشمال والجنوب والتأكد من ألا تبدو الاتفاقات مرة أخرى وكأنها كتبت بالحبر السري. وسيجتمع سفراء الدول الخمس عشرة الاعضاء في مجلس الامن وكوفي عنان الامين العام للامم المتحدة مع وزراء سودانيين وزعماء المتمردين ومسؤولين افارقة،وتحث مسودة قرار سيجري تبنيه في نيروبي الاتحاد الاوروبي ودولا أخرى والبنك الدولي على وضع برنامج للتنمية يشمل اسقاط الديون لكافة الاطراف في السودان فور التوصل الى اتفاق. ولن يتحقق الكثير من المساعدات اذا لم يتحقق احراز تقدم في منطقة دارفور الغربية حيث أخرج نحو 2ر1 مليون من القرويين الافارقة من ديارهم على أيدي ميليشيات من أصل عربي شكلتها حكومة الخرطوم في باديء الامر للتصدي لتمرد هناك. وقال دانفورث:من الواضح أن بقية العالم لن يقدم المساعدة اذا توصلوا لاتفاق بين الشمال والجنوب وفي اليوم التالي بدأوا في قصف القرويين في دارفور،وتدهور الوضع في دارفور الاسبوع الماضي مع اجبار الحكومة القرويين على مغادرة مخيمات ايواء والعودة لديارهم حيث يخشون هجمات الميليشيات. ويعتقد مسؤولو الاممالمتحدة أن الخرطوم فقدت سيطرتها على بعض الميليشيات العربية وأن متمردين أفارقة يتعمدون استفزاز مسؤولي الحكومة وحلفائهم حتى يتدخل المجتمع الدولي. وترجع جذور الصراع المعقد في دارفور الى سنوات من المناوشات المحدودة بين البدو العرب والمزارعين الافارقة على المرعى ومصادر المياه المحدودة والاراضي الصالحة للزراعة في منطقة دارفور الصحراوية،ويقاتل جيش تحرير السودان قوات الحكومة وحلفاءها منذ أوائل عام 2003.