وقعت الحكومة السودانية والجيش الشعبي لتحرير السودان مساء أمس، اتفاقات تمهد السبيل لاتفاق السلام النهائي من المفترض أن ينهي حربا أهلية في جنوب البلاد منذ 1983 وأودت بحياة مليوني انسان قتلا ومرضا وجوعا، اضافة لتشريد حوالي أربعة ملايين شخص. حيث قام مسؤولون من الجانبين بالتوقيع على ثلاثة بروتوكولات لا تشمل الصراع في منطقة دارفور في غرب السودان، وذلك في حفل أقيم شمال غربي العاصمة الكينية نيروبي. وقد أعلنت الوفود المشاركة في محادثات السلام السودانية المنعقدة في كينيا في وقت سابق أمس، أنهم توصلوا لحلول للقضايا الرئيسية التي كانت تعوق توقيع اتفاق سلام نهائي. وقالوا: إن حكومة الخرطوم ومتمردي الجنوب اتفقوا على وضع المناطق الثلاث المتنازع عليها بما يشمل منطقة أبيي الغنية بالبترول بالإضافة إلى اتفاق حول كيفية اقتسام السلطة. وقال بيان عن الخارجية الكينية: هذه البروتوكولات تمثل خطوة هامة للامام في سبيل تحقيق تسوية نهائية شاملة للصراع في جنوب السودان. وذكرت هيئة الاذاعة البريطانية بي بي سي في تقرير لها من نيروبي أن هناك آمالا أن تبرم معاهدة سلام نهائية بين الحكومة السودانية ومتمردي الجيش الشعبي لتحرير السودان بحلول يونيو المقبل. كما صرح وزير الخارجية الكيني كالونزو موسيوكا للصحفيين في مقر مباحثات السلام في نيفاشا: لقد اتفقوا على كل شيء وسوف يوقعون. كما أعلن ناطق وزارة الخارجية الأمريكية ريتشارد باوتشر من واشنطن في وقت سابق أمس أن الأطراف المعنية وعدت واشنطن بأن التوقيع سيتم خلال ساعات وأنها حصلت على ضمانات من الجيش الشعبي من أجل ابرام الاتفاق. من ناحية أخرى، أعلن مصدر دبلوماسي عربي في القاهرة امس الاربعاء ان السودان احتج لدى الجامعة العربية بعد ان نشرت تقريرا يشير الى انتهاكات على نطاق واسع لحقوق الانسان في دارفور. وقال المصدر: ان الوفد السوداني الى القمة العربية التي عقدت في 22 و23 من الشهر الجاري في تونس نقل هذا الاحتجاج الى الامين العام للجامعة عمرو موسى. واضاف: ان السودان سيقدم الى الجامعة العربية وثيقة ترفض التقرير الذي اعدته لجنة تحقيق تابعة لها زارت دارفور اخيرا. واشار التقرير الى انتهاكات لحقوق الانسان على نطاق واسع من قبل ميليشيات موالية للحكومة. واضاف: ان الجامعة العربية ابدت تقديرها للجهود التي تقوم بها الحكومة السودانية لاحتواء الازمة الانسانية في دارفور ودعمها لتنفيذ اتفاق نجامينا لوقف اطلاق النار بين الحكومة والمتمردين. واكد المسؤول ان ما تناقلته وسائل الاعلام حول التقرير اتسم بالكثير من المبالغة وعدم الدقة.