انتشرت ظاهرة التسول بمحافظة الاحساء بصورة لافتة في الآونة الأخيرة خاصة من قبل العنصر النسائي، حيث اصبح منظرا معتادا ان تري امرأة وهي تحمل طفلا لاستعطاف المارة ، أو طفلا يتهادي بين السيارات باسطا يده في انتظار أي مساعدة مالية ، على مرأى ومسمع من رجل المرور،وفي ظل غياب إدارة التسول. فبعد أن استنفذ التسوّل المسنين والمعوقين من الرجال بما يحملونه من صكوك إعسار أو عاهة جسدية ظاهرة لإبرازها عند مخارج المساجد والجوامع في أعقاب كل صلاة، تحوّل إلى استغلال الأطفال للتسوّل المقنن تحت ستار بيع المناديل والمظلات وروائح السيارات عند الإشارات الضوئية المرورية. واصبحت رقعة التسوّل في الاشارات الضوئية تتمدد وتتسع في المحافظة و اصبحت صفة ملازمة للضوء الأحمر المنبعث من الإشارات المرورية، ليبقى السؤال: أين الدور الذي تقوم به إدارات مكافحة التسوّل، من خلال نشر فرق التفتيش الميدانية للقبض على المتسولين، فتدخل الجهات الأمنية لحل هذه الظاهرة سوف يكون مجديا وقويا. وتبدأ عملية توزيع النساء والأطفال على المخارج والتقاطعات المزدحمة قبيل صلاة الظهر من كل يوم، مع بعض صناديق المناديل وتتركز عملية التسول بالبيع فترة توقف السيارات عند الاشارات الضوئية المرورية، والتي لا تتجاوز خمس دقائق لكل توقف، ويستمر هذا الكر والفر إلى نهاية صلاة العصر، ثم تختفي عمالة التسوّل عن الأنظار، لتظهر في الفترة قبيل صلاة المغرب وبعيد صلاة العشاء. من جانبه اكد مدير مكتب التسول بمحافظة الاحساء محمد بن سعود النعيم ان الدولة لم تدخر جهدا في تقديم العون والمساعدة لكل فقير او محتاج مبينا ان غالبية المتسولين أجانب ولا علاقة لهم بالمملكة من قريب او بعيد ، داعيا المواطنين لعدم الاستجابة لهم بل ومحاربتهم ما استطاعوا الى ذلك سبيلا. فيما اكد الشيخ عادل العبد القادر امام وخطيب مسجد الرافعي في الراشدية بالاحساء ان محاربة التسول ليست ضد التراحم والتكافل الذي اقره الاسلام. ويقول المواطن بدر سعد ان ممارسة التسول ظاهرة سيئة وتعتبر عند البعض عملا احترافيا لا يمكن الاستغناء عنه، والتسول مسلك غير حضاري يسيء لمحافظة الاحساء لذلك نطالب بمحاربته. ويرى علي الحارثي (أخصائي اجتماعي ) ان التسول ظاهرة مرضية يقوم بها ضعاف النفوس الذين لا هم لهم غير الكسب المادي كيفما اتفق خاصة الوافدين الاجانب الذين يعملون علي تشويه صورة الوطن بهذه الممارسات القبيحة.