الحياة مآس والمصيبة عندما تكون تلك المآساة مرتبطة بالنساء، فهن عوان لدينا نحن الرجال، وحكايات النساء الانسانية يصعب عليك البوح بها بحذافيرها خاصة اذا صاحب تلك المأساة امور وخلافات عائلية تئن تحت وطأتها تلك الارملة. ضخامة المأساة تتفاجأ بها اذا كان بين اظهرنا نساء مقهورات بالفقر والعوز اضافة الى ظلمهن ممن هو مسؤول عنهن.. ويا للعجب عندما تشاهد تلك المآسي ولا تملك الا ان تردد قول الشاعر: وظلم ذوي القربي اشد مضاضة على النفس من وقع الحسام المهند ام محمد امرأة خانتها الظروف فقد اقترنت بزوج متزوج وله اولاد وهذا امر طبيعي ولكن الامر الذي يثير لدى المرء الغصة ويعصر القلب ألما ان ذلك الرجل مات بعد زواجها منه بخمس سنوات وهذه سنة الله في خلقة وخلف منها 3 بنات وولدا واصغر تلك البنات معوقة. وتحكي أم محمد مأساتها فتقول: كان زواجي من ذلك الرجل رحمه الله جبريا من اهلي ولكن قبلت لان المرأة ليس لها في المقام الاول والاخير الا الزواج والستر ولكن عندما انتقلت معه الى الدمام بدأت اشكاليات ابنائه من زوجته الاولى وكان الامر وقت وجوده في المقدور والاصطبار ولكن بعد وفاته حصل هناك تسلط من قبلهم وخاصة الذي يتولى امرنا فاصبح يحاول التنكيد بدون ادنى سبب لدرجة انه اذا حصل لنا اي مساعدة من اهل الخير يحاول التسلط واخذها من غير وجه حق. وفترة الاربع عشرة سنة التي عشتها في هذا الكابوس المظلم تتقاذفني الحياة يمنة ويسرة بين هم عيالي وسترهم وبين ذلك الظالم الذي يحاول ادخال الهم في قلبي على ما هو موجود اصلا. فبناتي يكبرن والصغرى منهن لديها تخلف عقلي واقف عاجزة عن الوفاء بمتطلباتها ورعايتها، واما البنتين فهما في اول ثانوي، واما الولد والذي اصبح لديه عقدة نفسية وهو لم يتجاوز 13 سنة يعاني الحرمان وسط تلك الظروف البائسة. فالايجار يطاردني، والمرض يداهمني، والمصاريف تحرقني بلغة العجز والعدم، وعندما احاول تجميع قواي للمقاومة وارتداد النفس لا استطيع.. تقول ام محمد: فدخلنا 1500 ريال مع ما تجود به دار الخير من الاطعمة وما يصاحبها، ولكن كيف لي وانا ادفع ايجارا سنويا قدره 11 الف ريال اضافة الى فواتير الماء والكهرباء ومصاريف المدرسة للبنات والولد، وعلاجي والذي اصبح عبئا اخر لدرجة ان مرضي لم يشخص لارتاح واعرف.. هكذا روت ام محمد قصتها والتي تعيشها ليل نهار وبين هذا المشهد الذي هو قابع بيننا يحس بنا ولا نحس به، يعتب علينا ونحن نغمض اعيننا نوجه نداء ومن خلال جريدة "اليوم" ومواقفها الانسانية اوجه هذا النداء الى كل من يريد الاجر والمثوبة في هذه الايام التي فيها الاجر مضاعف وكل اعمال ابن ادم فيها محسوبة.. الى من يريد ان يكتب الله له الاجر ان يقدم المساعدة لتلك الاسرة التي تتقاذفها أمواج الحياة.