هاجم محمد رشيد المستشار الاقتصادي لياسر عرفات، سهى الطويل قرينة أبي عمار، بشدة في ضوء تصريحاتها الأخيرة التي هاجمت فيها بشراسة القيادة الفلسطينية الجماعية. وقال في لقاء نشرته صحيفة (يديعوت أحرونوت) الاسرائيلية: هناك فرق بين زوجة نشأت إلى جانب القائد، مثل ليئا رابين، وبين من لم تتصرف هكذا. (ليئا رابين هي زوجة رئيس الوزراء الاسرائيلي القتيل اسحق رابين الذي كان شريك عرفات في اتفاق السلام). ونشرت الصحيفة الاسرائيلية الوحيدة التي تنشر باللغة العربية في فلسطينالمحتلة ما جاء في لقائها مع محمد رشيد فبدأت قائلة: بعد سماعه للتصريحات التي أدلت بها سهى عرفات، أمس، أصيب محمد رشيد، مستشار أسرار ياسر عرفات، بحالة عارمة من الغضب. فرشيد ينتظر، منذ قرابة أسبوعين، في فندق إنتركونتيننتال في باريس، السماح له بالاقتراب من سرير الرئيس. لكنه ينتظر عبثاً، إذ إن سهى سدت الباب في وجهه، وفي وجه غيره من القياديين الفسلطينيين. وبقي المستشار المخلص في الفندق، على مقربة كبيرة من الرئيس الذي ينازع، ولكن في الوقت ذاته، شديد البعد عنه. لقد حرص قادة السلطة الفلسطينية، منذ إدخال ياسر عرفات إلى المستشفى في باريس، على الامتناع عن مهاجمة سهى علانية، رغم الخلافات الشديدة معها. لكن اتهامات سهى عرفات للقيادة الفلسطينية بأنها تحاول دفن عرفات حياً غيرت شروط اللعبة. ويوم أمس، قرر محمد رشيد، في لقاء خاص منحه حصرياً لصحيفة يديعوت أحرونوت، تصفية الحساب مع سهى عرفات. وتنطوي رسالة رشيد على رسالة واضحة المعالم: سهى ليست قائدة الشعب الفلسطيني. ويقول: بالنسبة للفلسطينيين كان دائماً هناك أبو عمار، وليست أم عمار. وأضاف: الرئيس لم يطلب أبداً أن تكون لهم (للفلسطينيين) أم عمار. ولا يتردد رشيد بالتذكير بشخصيات تاريخية مقيتة، ويقول: الفلسطينيون ليسوا بحاجة إلى إيفيتا فارون (عقيلة الدكتاتور الأرجنتيني، خوان فارون)، ولا إلى إيميلدا ماركوس (زوجة الحاكم الفلبيني، فرديناند ماركوس التي اشتهرت بالعدد الهائل من الأحذية التي امتلكتها). أنا لا أقارن بين هؤلاء النسوة، لكنه يجب الفهم أنه لا توجد لدينا أم أو ابنة أو زوجة قائد على شاكلتهن (فارون أو ماركوس). هناك فارق كبير بين زوجة نشأت إلى جانب زوجها، ليئا رابين (زوجة رئيس الحكومة الإسرائيلي الأسبق، يتسحاق رابين)، وبين من لم تفعل ذلك. ويؤكد رشيد الفارق بين صورة المحارب التي تميز عرفات، وصورة زوجته الغارقة في الملذات، ويقول: أبو عمار نشأ مع الفلسطينيين في أحلك الظروف. وفي مقولته هذه رمز واضح إلى كون سهى تعيش حياة بذخ في باريس. وعمن يدعي أن سهى تريد المال والمال فقط، قال رشيد: إذا كانت تريد المزيد من المال فلتقل ذلك بوضوح. عليها أن تقول ما هي مطالبها. إذا توفي عرفات، وكلنا نتمنى له الشفاء، فمن الواضح أننا لن نتركها هي وابنتها زهوة، تواجهن مشاكل مالية. لكنه من الواضح للجميع أن معالجة ذلك ستتم حسب القانون، لا يمكنها المبالغة في طلباتها. وعما يقال عن ثروة ضخمة جمعها عرفات خلال سنوات، يرفض رشيد الذي كان كاتم أسرار عرفات، كل هذه الادعاءات، ويقول: إذا كان هذا المال متوافراً، فليعثر عليه الإسرائيليون والأمريكان. لا يمكن اليوم إخفاء مبالغ كهذه في أي مكان في العالم. لقد ادعت مصادر فلسطينية رفيعة، أمس، أن مجموعة من المحامين تقدم المشورة لسهى من خلال استغلال كافة الحقوق التي يمنحها القانون الفرنسي لزوجة مريض والمتعلقة بتحديد الزيارات له، ونشر تقارير حول صحته. وحرص رشيد شخصياً على التأكيد، عدة مرات، بأن سهى هي مواطنة فرنسية، أصلاً. وقال: إنها تتمتع بالحقوق حسب القانون الفرنسي، لكن فرنسا تلامس هنا مسألة تتجاوز القانون الفرنسي، حتى لو كان (عرفات) زوجاً لمواطنة فرنسية. القادة الذين سيهبطون في باريس هم القيادة الشرعية للشعب الفلسطيني. المقصود أكثر الشخصيات المقربة من عرفات. آمل أن يفهم الأطباء أن المقصود هنا مصير الشرق الأوسط، أيضاً. ويرى رشيد ان: الرئيس عرفات حي ونأمل له الشفاء. من الواضح أنه في خطر، إننا نصلي في هذه اللحظات القاسية. إننا نريد استعادته حياً أو ميتاً. إنه مهم لكم أنتم الإسرائيليون، أيضاً، وليس لنا فقط. لقد حافظنا، حتى تحت الاحتلال، على تقاليد ديموقراطية. إذا توفي الرئيس لا سمح الله، فستحدث ميلودراما. سيحزن الناس بشكل غير اعتيادي، لكن هناك، أيضاً، مشاعر المسؤولية. لن يتمكن أحد من استبدال ياسر عرفات لوحده، لكنه يمكن للعديد من القادة، من خلال توحيد قواهم، القيام بالعمل ذاته، تقريباً. ورأت (يديعوت أحرونوت) أن رسالة رشيد في هذا المجال واضحة: توجد قيادة بديلة للشعب الفلسطيني، لكن سهى ليست جزءًا منها.