ازدهرت الحياة البرية على طول ضفاف أنهار بريطانيا، التي كان بعضها حتى وقت قريب أفضل قليلا من المجاري الصحية. وهي الآن في أنظف حالاتها التي لم يسبق أن شهدتها من قرن كامل، أي منذ الثورة الصناعية. وقد تحسنت نوعية المياه كثيرا في بعض الأماكن وعادت بعض الأسماك، بما في ذلك السالمون، إلى المجاري المائية والثعالب والفئران إلى الحقول المجاورة بأعداد قياسية بعد أن اختفت منها طويلا. وتشير الأرقام إلى أن نوعية المياه تحسنت على أساس سنوي على مدى العقدين الأخيرين؛ ما أدى إلى تخفيض أكثر من نصف حوادث تلوث المياه الخطيرة. وفاز نهر التايمز، الذي أعلن أنه «ميت من الناحية البيولوجية» قبل نصف قرن، بجائزة دولية هذا العام نظرا لتحسن أحواله البيئية بعد تطوير محطة معالجة التلوث التي كانت غارقة في مياه العاصمة. لقد ظل نهر التايمز دون حراك لنحو 150 عاما، أي منذ إدخال نظام مراحيض السيفون التي كانت تلقي بفضلاتها في النهر علاوة على مخلفات محطات توليد الكهرباء التي كانت تستخدم الغاز. وفي عام 1833 تم اصطياد آخر سمكة من السالمون الذي اشتهر به التايمز. وبدأت مياه النهر تكون نظيفة بعد أن ساهمت في ذلك محطات التنقية الضخمة ووسائل الصرف الصحي التي جرى تشييدها في الخمسينيات والستينيات عند مصب النهر، الذي كان يستقبل كميات كبيرة من المياه القذرة غير المعالجة كل يوم. وفي 12 نوفمبر 1974، حدث شيء مدهش - حيث تم العثور على سمكة سالمون أنثى في شاشات إحدى محطات الطاقة بمنطقة ثاروك في الجنوب الشرقي لإنجلترا. والغريب أن تلك السمكة تم إرسالها إلى المتحف البريطاني لتحديد نوعها. ومنذ ذلك الحين، ونهر التايمز في تحسن متواصل. والمجاري المائية التي كانت هامدة، تستضيف الآن أكثر من 100 نوع من الأسماك. لقد تركزت أكبر الجهود في استعادة سمك السالمون، الذي يعتبر الآن رمزا للنهر النظيف، ولكن دون الوصول إلى حد الاكتفاء الذاتي.