رغب ديننا الحنيف في البذل والعطاء في سبيل الله في كل يوم.. لكنه في شهر رمضان الفضيل الرغبة أكبر, والعطاء والانفاق في سبيل الله اجزل. أولا: اقتداء بنبينا محمد - صلى الله عليه وسلم - الذي كان ينفق في سبيل الله في جميع احاينه لكنه في شهر رمضان .. شهر القرآن كان أكثر بذلا .. وأكثر عطاء فقد كان اجود من الريح المرسلة اذا مالت .. وكان يقول لبلال رضي الله عنه: ( انفق بلالا ولا تخش من ذي العرش إقلالا). والقرآن العظيم حين حث على الانفاق بين للمنفقين في سبيل الله أن اموالهم لا تذهب بالعطاء والجود وانما هي قرض حسن مضمون عند الله يضاعفه لهم اضعافا كثيرة. وللباذلين أموالهم في الدنيا شعور بالراحة والبركة والسعادة, وقد أخبر الرسول - صلى الله عليه وسلم - بهذا في قوله: (ما من يوم يصبح فيه العباد الا ملكان ينزلان فيقول احدهما: اللهم اعط منفقا خلفا, ويقول الآخر: اللهم اعط ممسكا تلفا) رواه البخاري. وفي شهر رمضان تقبل النفوس المؤمنة الى ربها بالطاعة والصيام والصدقة.. وللصدقة مفاعيلها الحسنة في المجتمع, فهي تظل المجتمع بالطمأنينة في نفوس الفقراء والمساكين والمحتاجين والايتام والارامل وتحقق مطالب الامن فيسعد المجتمع ويتماسك لأن المؤمنين لبعضهم كالبنيان يشد بعضه بعضا. والمؤمنون يتنافسون في بذل الخير في هذا الشهر الكريم طمعا في الاجر المضاعف.. فتجد أنهم يطعمون الصائمين, ويسدون عوز محتاج, واجرة سكن لأيتام.. أو بناء سكن لهم وايواءهم.هنيئا للباذلين في سبيل الله حيث الاجر الجزيل والثواب الكبير.. قال تعالى: (مثل الذين ينفقون أموالهم في سبيل الله كمثل حبة انبتت سبع سنابل في كل سنبلة مائة حبة والله يضاعف لمن يشاء والله واسع عليم)