مع بزوغ الفجر في قرية اوبوك يبحر الصياد عبده عبدالله من الميناء تاركا وراءه اولئك الذين مازالوا يغطون في نوم عميق على الشاطيء. وعبده (36 عاما) هو الجيل الثالث في عائلته التي تعتمد في كسب العيش على الصيد في المياه قبالة سواحل جيبوتي الغنية بالأسماك والتي اصبحت محور جهود لتحسين حياة امثال عبده ورفاقه. كان والده صيادا فيما كان جده يصنع القوارب ويعمل في احيان مع القراصنة. ويصطاد عبده ما يفوق بكثير حاجة أطفاله الستة لكن لا توجد سوق كبيرة تستوعب صيده الذي يتجاوز الاحتياجات العاجلة لاطفاله. ويشكو عبده قائلا :هذه هي اوبوك. انها قرية صغيرة واستهلاكها صغير أيضا. يوجد سوق في جيبوتي (العاصمة) الا انها بعيدة. واليمن ايضا بعيد للغاية. تملك جيبوتي ساحلا طوله 372 كيلومترا يسلب لب هواة الغطس بثروته من الكائنات البحرية يفصل ما بين البحر وأرض مقفرة. ومع ذلك يقول الخبراء ان جيبوتي تصطاد فقط عشرة في المئة مما يمكن ان تحصل عليه. ووفرة الاسماك لا تعني اختفاء الجوع. اذ أن 20 في المئة من الاطفال تحت سن الخامسة في جيبوتي يعانون من سوء التغذية في البلد الصحراوي الفقير. وقالت فاطمة سامورا مدير ادارة جيبوتي في برنامج الغذاء العالمي //الاطفال الصغار الذين يعانون من سوء تغذية حاد يمكن أن يستعيدوا وزنهم في زمن قياسي// لو تناولوا المزيد من الاسماك. ورغم الوفرة غير العادية في الثروة السمكية الا ان الخبراء قلقون من تغير الموقف مع انتعاش صناعة الصيد. وقال الخبير ميشيل فيري :أمر طيب ان يزيد صيد الاسماك. ذلك في مصلحة البلاد والشعب لكن لابد من أن يحدث ذلك على نحو يضمن عدم نفاد هذه الثروة. والتلوث بسبب ميناء جيبوتي الذي يعد أحد اكثر موانيء البحر الاحمر نموا يمكن أن يهدد الصيد. ومع ان البلاد بلا صناعات ثقيلة الا انه في مارس عام 2002 تسربت كيماويات سامة من بعض سفن الشحن. الا ان جيبوتي حريصة على تجنب استخدام نوع من سفن الصيد الضخمة يدمر الشعب المرجانية والصخور التي تعيش وسطها ثروة سمكية ثمينة. وحظرت السلطات فعلا في سبتمبر عام 2002 استخدام الشباك الضخمة التي تسحب على اعماق سحيقة لصيد أكبر كمية من الاسماك. لكن تحدث انتهاكات متكررة. والتركيز على سوق واحدة او نوع بعينه من الكائنات البحرية يمكن ان يكون له آثار مدمرة على البيئة البحرية. ولاحظ المسؤولون تراجع اعداد اسماك القرش بصورة خطيرة في العقد الماضي نتيجة شهية الآسيويين لحساء زعانف القرش. ويقول الخبراء ايضا ان تنمية ساحل جيبوتي يمكن ان تدعم ايضا ايرادات السياحة عن طريق جذب المزيد من هواة الغطس.